ولما كان البترول أهم ما تحتاج إليه الباكستان لصناعتها وتجارتها، فإن الأبحاث قائمة على قدم وساق سعيا وراء اكتشاف آبار جديدة، وقد تم اكتشاف كميات كبيرة منه في البنجاب وجيلوم وروالبندي، وهناك كميات أخرى - ليست كبيرة - في ميانوالى وفى خور وأتوك بالبنجاب. أما في جويامير فإن البحث عن البترول قد أدى إلى نتائج مشجعة، ولو أن نوع الناتج منه ليس بالجودة التي تمتاز بها الأنواع الأخرى، ويتبين من ذلك أن الإنتاج الخاص بالبترول في ازدياد مطرد منذ أن تم إنشاء الباكستان. •••
وقد كان البحارة الباكستانيون هم العمود الفقري في الأسطول الهندي قبل التقسيم، ثم أنشئ الأسطول الباكستاني في أغسطس عام 1947 من بحارة الباكستان في الأسطول الهندي السابق. وكان الأسطول الباكستاني يتكون من البوارج المضادة للطائرات، والبوارج المضادة للغواصات، وكاسحات الألغام، وسفن صيد السمك، وكاسحات الألغام الأوتوماتيكية، والزوارق التجارية التابعة لحراسة الشواطئ.
وقد وضعت في السنوات الأخيرة مشاريع ضخمة، كما بذلت جهود كبيرة لإعداد الأسطول الباكستاني وتنظيمه وتثبيت أركانه ورفعه إلى المستوى الحالي الذي وإن كان صغيرا إلا أنه يعتبر قوة بحرية فعالة تستطيع أن تساهم في الدفاع عن الباكستان في حالة الخطر .
وكان هدف الأسطول الباكستاني الأول هو تنظيم ما هو موجود فعلا وتثبيت أركانه لا توسيعه، فحولت مدرسة المدفعية في مانورا (بالقرب من كراتشي) إلى مؤسسة تدريبية مشتركة تحوي مدرسة للمدفعية ومدرسة كهربائية ومدرسة لدراسة الإشارات ومدرسة للرادار ومدرسة للتموين وأعمال السكرتارية.
وعلى الرغم من السرعة التي تم بها هذا التغير فإنه برهن عن فائدته في تزويد البحرية بطلباتها العاجلة. وقد أنشئت كذلك مدرسة لتدريس الميكانيكا، واتخذت إجراءات سريعة لإرسال بعض رجال البحرية للتخصص، كما استعير عدد من الإخصائيين من البحرية الإنجليزية، واتخذت إجراءات سريعة أخرى لإنشاء مخازن للمهمات البحرية في كراتشي تعمل على مد الأسطول بمستلزماته ولو على نطاق محدود.
وأخذ الأسطول الباكستاني خلال السنوات الأولى لتأسيس الدولة يتسع اتساعا يتمشى مع مصادر البلاد، فمنذ أن تم التقسيم أضيفت ثلاث مدمرات إلى الأسطول، وكانت هذه تعمل في المياه الإقليمية الباكستانية بالاشتراك مع البوارج وكاسحات الألغام على تدريب الضباط البحريين على شئون الدفاع عن ساحل البلاد وعن الطرق البحرية. •••
وقد قام الأسطول برحلات بحرية في داخل المياه الإقليمية وخارجها وقام بزيارات ودية ورحلات تدريبية، وأبحرت هذه القطع في رحلاتها إلى أستراليا ونيوزيلندا وإندونيسيا والملايو وبورما وتركيا وشرق أفريقيا وإيطاليا واليونان والمملكة العربية السعودية، وقامت بمناورات وتدريبات بالاشتراك مع بعض السفن الحربية الحديثة بهذه البلاد.
وفي عام 1951 انضمت سفن البحرية الباكستانية في تشكيلة واحدة مكونة بذلك أسطولا صغيرا يحمل علم البحرية الباكستانية ويقوم بإجراء برامج التدريب، ولم يمض وقت طويل بعد إنشاء هذا الأسطول حتى اشترك في التمرينات الحربية التي تجرى سنويا لتدريب طلاب الكلية الحربية في كويتا.
وتقوم البحرية الباكستانية بعمل سلمي ملحوظ في الوقت الحاضر هو مسح المياه الإقليمية للباكستان.
ويلاحظ أن تجنيد الضباط وذوي الرتب العالية يزداد ازديادا ملحوظا، وهناك عدد كبير منهم يمضون فترة التمرين في المملكة المتحدة ومؤسسات التدريب التابعة للبحرية الباكستانية.
Page inconnue