Tacajjub
التعجب
Chercheur
تصحيح وتخريج : فارس حسون كريم
Genres
وهو كان السبب في قتل المسلمين في يوم أحد، وما ابتلي به الرسول (صلى الله عليه وآله) من الأذى، حتى كسرت رباعيته، وأدمي فمه، وشجت جبهته، وقتل حمزة، وسرى القتل في أنصاره، وأثخن المشركون في أوليائه وأعوانه، وأتى على دماء حماته الذين وكلهم النبي (صلى الله عليه وآله) بثغرة الجبل، ثم لما تظاهر بالإسلام بعثه النبي إلى بني جذيمة ليأخذ منهم صدقاتهم، فخانه في عهده، وخالفه على أمره، وقتل المسلمين، واستعمل في ذلك لترة (1) كانت بينه وبينهم في الجاهلية، حتى قام النبي (صلى الله عليه وآله) خطيبا بالإنكار عليه، رافعا إلى السماء يديه، حتى رؤي بياض إبطيه وهو يقول: " اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد " (2)، ثم أنفذ إليهم أمير المؤمنين (عليه السلام) ليتلافى فارطه (3) وأمره أن يدني القوم ويسترضيهم، ففعل ذلك إليهم، وبلغ منه مبلغا سرى به عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ولما قبض النبي وأنفذه أبو بكر لقتال أهل اليمامة قتل منهم ألفا ومائتي نفس وهم على ظاهر الإسلام، وقتل مالكا صبرا وهو مسلم مؤمن، وعرس بامرأته، وجعل رأسه تحت يديه (4)، ولم يراقب الله عز وجل فيما صنع، ثم لم يزل مباينا
Page 109