148

La Vision

التبصرة

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Lieu d'édition

بيروت - لبنان

المجلس الحادي عشر
فِي قِصَّةِ ذِي الْقَرْنَيْنِ
الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَسْرَى لُطْفَهُ فَفَكَّ الأَسْرَى، وَأَجْرَى بِإِنْعَامِهِ لِلْعَامِلِينَ أَجْرًا، وَأَسْبَلَ بِكَرَمِهِ عَلَى الْعَاصِينَ سِتْرًا، وَقَسَّمَ بني آدم عبدا وحرا، ودبر أحوالهم غنى وفقرا [كَمَا
رَتَّبَ الْبَسِيطَةَ عَامِرًا وَقَفْرًا] وَقَوَّى بَعْضَ عِبَادِهِ [عَلَى السِّيَاحَةِ] فَقَطَعَهَا شِبْرًا شِبْرًا ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذكرا﴾ .
أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَكُونُ لِي عِنْدَهُ ذُخْرًا، وَأُصَلِّي عَلَى رَسُولِهِ مُقَدَّمِ الأَنْبِيَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالأُخْرَى وَعَلَى أَبِي بَكْرٍ الَّذِي أَنْفَقَ الْمَالَ عَلَى الإِسْلامِ حَتَّى مَالَ الْكَفُّ صِفْرًا، وَعَلَى عُمَرَ الَّذِي كَسَرَتْ هَيْبَتُهُ كِسْرَى، وَعَلَى عُثْمَانَ الْمَقْتُولِ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ صَبْرًا، وَعَلَى عَلِيٍّ الَّذِي كَانَ الرَّسُولُ يُعِزُّهُ بِالْعِلْمِ عِزًّا، وَعَلَى عَمِّهِ الْعَبَّاسِ أَعْلاهُمْ فِي النَّسَبِ قَدْرًا.
قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ويسألونك عن ذي القرنين﴾ .
الَّذِينَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ هُمُ الْيَهُودُ. وَفِي اسْمِ ذِي الْقَرْنَيْنِ أربعة أقوال: أحدها: عبد الله. قاله علي ﵇. وَالثَّانِي: الإِسْكَنْدَرُ. قَالَهُ وَهْبٌ. وَالثَّالِثُ: عَبَّاسٌ. قَالَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ. وَالرَّابِعُ الصَّعْبُ بن جابر. ذكره ابن أبي خيثمة.
في تَسْمِيَتِهِ بِذِي الْقَرْنَيْنِ عَشْرَةُ أَقْوَالٍ:

1 / 168