62

Tabrid

التبريد في التراث العلمي العربي

Genres

آخر من تناول الحديث عن حاسة اللمس هو الأحمد نكري في معجمه «دستور العلماء»، فقد جمع كل الأقوال بدءا بابن سينا والطوسي وغيرهم ممن لم يذكرهم، لكن ما أضافه هو أن هذه الحاسة مركبة من العناصر الأربعة (الماء والهواء والتراب والنار)، لكن طبعا دون أن يحدد نسبها؛ وهذا يعني أن لها أربع كيفيات (حرارة وبرودة ويبوسة ورطوبة). ويعود ويؤكد على فكرة أن حساسية هذه الحاسة تبلغ ذروتها في نهايات الأصابع، وهو ما أثبته العلم الحديث.

قال الأحمد نكري: «واعلم أن اللمس لما كانت ذات كيفيات لكونها مركبة من العناصر الأربع فبقدر ما يقرب من التوسط الاعتدالي يكون إدراكه؛ فكلما كان أقرب كان إدراكه أكثر لكون تأثره من الكيفيات أكثر. ولما كان قوة اللمس في الجلد من بين الأعضاء أكثر، ثم في جلد البدن من سائر الجلود، ثم في جلد الكف، ثم في جلد الراحة، ثم في جلد الأصابع، ثم في جلد أنملتها، كان كل من تلك الأعضاء أعدل مما دونها على الترتيب.»

48

الفصل الثالث

الأثر النفسي والصحي للحرارة والبرودة

على الإنسان

مقدمة

يعد وجود الحرارة أو التخلص منها أمرا ضروريا لكل الكائنات الحية بشكل عام، وللإنسان بشكل خاص، فالحرارة تؤثر على الدورة الدموية بتمديدها لجدران الأوعية الشعرية والشرايين، فيسري فيها الدم سريانا تاما، ويصل لأقصى جهة من جهات الجسم.

1

وعندما يريد الجسم أن يتخلص من الحرارة الزائدة تنفتح المسام الجلدية بسبب الحرارة فيخرج العرق طارحا معه الفضلات الضارة من الجسم، ويبدأ بالتبرد وتخفيض درجة حرارة الجسم.

Page inconnue