وقد وضع الملقف الهوائي في مشروع قرية النيل للاحتفالات بالأقصر حيث إنه يعتبر مثالا جيدا لكيفية استعمال الملاقف الهوائية لتهوية المباني الكبيرة بهدف تغيير اتجاه حركة الهواء داخل المبنى ليصير عكس اتجاهه الخارجي، وقد كان ذلك ضروريا بحيث يأتي الهواء للمتفرجين من أمامهم وليس من خلفهم.
الفصل السادس
التهوية بوساطة المراوح
مقدمة
نتيجة لتأثير ارتفاع درجة الحرارة، فإن جلدنا يصبح مبللا بالعرق ومعرضا للهواء لدرجة تشبعه بالبخار أقل من درجة حرارة الجلد؛ لذلك فإن العرق يتبخر، وبذلك تنخفض درجة حرارة الجلد، حيث إن تحول العرق إلى بخار ماء يحتاج إلى طاقة. لكن بعد فترة قصيرة يصبح الهواء الملامس للجلد مشبعا ببخار الماء فيتوقف التبخر. وحتى تستمر عملية التبخر يجب إزاحة هذا الهواء المشبع ميكانيكيا من خلال استعمال المراوح اليدوية أو الآلية، أو طبيعيا نتيجة حركة الهواء في محيط الجسم.
1
لا شك أن أول أداة استخدمها الإنسان للتهوية على وجهه هي يده، ثم ما لبث أن وجد أشياء حوله قد تقوم بالوظيفة بشكل أفضل، وهو ما قاده إلى اختراع المروحة اليدوية.
المروحة أداة تستخدم لتحريك الهواء بغرض تلطيف الجو. وقد تعلم الناس، منذ القدم، كيف يشعرون أنفسهم ببرودة أكثر في الأيام الحارة بتلويح ورقة شجر في الهواء وعمل نسيم عليل. وكان لدى الأثرياء خدم يلوحون لهم بأوراق شجر ضخمة.
2
سنستعرض في هذا الفصل مراحل تطور المرواح عبر الحضارات، مع التركيز على ما قدمه العرب والمسلمون في هذا المجال.
Page inconnue