68
أي إن الناس كانوا يخزنون الثلج في دمشق بعد أن يحضروه من جبل الشيخ أو جبل الثلج لمدة سنة كاملة ضمن مخازن خاصة لذلك، ومن دمشق كان يصدر الثلج المخصص للسلاطين في مصر. (7) ابن غانم الرياش (القرن 11ه/17م)
ذكر إبراهيم بن غانم الرياش الأندلسي (توفي 1048ه/1638م) في كتابه «العز والمنافع للمجاهدين في سبيل الله بالمدافع» طريقة كيميائية كانت تستخدم في تبريد المدافع المصنوعة من النحاس بسرعة؛ وذلك حتى لا ينتظروا تبردها في الهواء.
قال الرياش: «إذا رمي بمدفع عشر مرات من غير توقف أو ثمانيا أن يبرده بماء بارد، وأفضل من ذلك بالخل ممزوجا معه ماء، فتكون له سلكتان أو ثلاث تدخل في إناء كبير بالماء ثم يغسل بها المدفع ثم ينشفه في باطنه بسلكة،
69
ويكنسه بها من الوسخ الذي يكون فيه من كثرة الرمي.»
70
طبعا كان الرياش يدرك تماما أن تبريد المدفع السميك يختلف عن تبريد المدفع الرقيق؛ فالمدفع السميك القوي يسخن ببطء، أما الرقيق التصفيح أو الرهيف فإنه يسخن بسرعة بسبب شدة الحرارة، ويمكن الاستدلال على سخونة وبرودة المعدن من خلال رنينه الذي يختلف في الحالتين.
قال الرياش: «واعلم أن المدفع الصحيح الكثير المعدن لا يسخن بسرعة مثل الرهيف؛ لأن قدر ما يكون أغلظ يصبر للنار أكثر، وإذا نقصت قوة المدفع في الرمي بسبب الحرارة يعرف ذلك منها إذا يضرب عليها باليد أو بحجارة يتنوع حسها، ويكون بخلاف ما يسمعه منه إذا كان باردا.»
71 (8) خير الدين الأسدي (القرن 14ه/20م)
Page inconnue