Classements des Savants d'Ifriqiya et de Tunis
طبقات علماء إفريقية وتونس
Maison d'édition
دار الكتاب اللبناني
Lieu d'édition
بيروت
حَمْدُونٌ: فَسَبَقَ وَاحِدٌ مِنَ الْخَيْلِ وَأَخَذَ فَارِسُهُ قَصَبَةَ السَّبْقِ، قَالَ حَمْدُونٌ: فَجَعَلَ عَبْدُ الخْالِقِ يَتَخَلَّلُ النَّاسَ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْفَرَسِ السَّابِقِ، فَجَعَلَ يُقَبِّلُ جَحْفَلَتَهُ، وَيَقُولُ: بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ، صَبَرْتَ فَظَفِرْتَ، ثُمَّ انْجَدَلَ عَبْدُ الْخَالِقِ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ، ثُمَّ أَفَاقَ فَذَكَرْتُ لَهُ مَا نَالَهُ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْفَرَسَ الَّذِي مِنْ خَلْفٍ، صَارَ أَمَامَ الَّذِي كَان أَمَامَهُ، وَأَخَذ قَصَبَةَ السَّبْقِ، ذَكَرْتُ تَقَدُّمَ قَوْمٍ كَانَ مِنْ خَلْفِهِمْ فَصَارَ هُوَ الْمُقَدَّمُ، وَيَصِيرُونَ خَلْفَهُ كَذَا.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ بْنُ تَمِيمٍ: وَمَنَاقِبُ عَبْدِ الْخَالِقِ كَثِيرَةٌ يَطُولُ بِذِكْرِهَا الْكِتَابُ، وَكَانَ مَوْتُ عَبْدِ الْخَالِقِ بَعْدَ مَوْتِ الْبُهلُولِ بِسِنِينَ كثَيِرَةٍ، قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: وَكَانَ مَسْكِنُ عَبِد الْخَالِقِ بِالْقَرْنِ ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى مَدِينَةِ القْيَرْوَانِ.
إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَبَاحٍ الْجَزَرِيُّ
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَبَاحٍ الْجَزَرِيُّ، كَانَ دُونَ هَؤُلاءِ فِي السِّنِّ وَكَانَ مِنَ الْمُخْبِتِينَ، وَكَانَ يُقَالُ: إِنَّهُ مُسْتَجَابُ الدَّعْوَةِ، مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ رَوَى عَنْهُ، عَلِمَ، غَيْرَ عِبَادَتِهِ وَمَنَاقِبِهِ، وَكَانَ قَدْ سَمِعَ مِنْ سُحْنُونٍ، وَمِنْ يَحْيَى بْنِ سَلامٍ، وَكَانَ مَوْتُهُ غَرَقًا.
قَالَ أَبُو الْعَرَبِ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: مَاتَ إِسْمَاعِيلُ الْجَزَرِيُّ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ.
1 / 67