ولد المذكور، باسنا في حدود سنة خمس وتسعين وستمائة، واشتغل بها على والده رحمه الله تعالى في الفقه والفرائض والحساب إلى أن مهر في ذلك، ثم ارتحل إلى القاهرة وأخذ عن مشايخها إلى ان برع في العلوم ولم يبق له في الأصلين والخلاف والجدل نظير، بل ولا من يقاربه في ذلك من أشياخه ولا من غيرهم، ثم ارتحل إلى الشام واستوطن حماه مدة ودرس بها، واجتمعت الطلبة على الاستفادة منه، ثم عاد إلى الديار المصرية، فانتصب فيها أيضا للاقراء والتدريس والافتاء والتصنيف.
فصنف مختصرا في علم الجدل، سماه «المعتبر في علم النظر»، ثم وضع عليه شرحا جيدا. وصنف في التصوف كتابا حسنا، سماه: «حياة القلوب» وتصنيفا «في الرد على النصارى»، وتولى تدريس المدرسة الحسامية، والمدرسة الاقبغاوية، وناب في الحكم بالقاهرة، وأضيف إليها نظر الأوقاف بها والحكم بالأعمال المنوفية. ثم ترك ذلك واشتغل بما هو بصدده، وتفرغ لما خلق له، إلى أن مات ليلة السبت ثامن عشرين شهر رجب سنة أربع وستين وسبعمائة.
162 - والد المؤلف
وكان الوالد رحمه الله تعالى مع ما اتصف به من العلم، من كبار الصالحين المتورعين، المنقطعين إلى الله عز وجل.
Page 91