وإنما أخرنا الأخوين على المذكور أولا، وان كانا قد ماتا قبله لشهرته الآن أكثر منهما بسبب كثرة تصانيفه.
149 - السراج الأرمنتي
سراج الدين، يونس بن عبد المجيد بن علي الأرمنتي، ولد بأرمنت من صعيد مصر الأعلى في المحرم سنة أربع وأربعين وستمائة، واشتغل بقوص على الشيخ مجد الدين القشيري، وأجازه بالفتوى ثم ورد مصر، فاشتغل على علمائها، وأعاد بمدرسة زين التجار المعروفة الآن بالشريفية، وسمع من الرشيد العطار وغيره، وصار في الفقه من كبار الأئمة مع فضيلته في النحو والأصول وغير ذلك، وتصدر لافادة الطلبة، وصنف كتاب سماه: «المسائل المهمة في اختلاف الائمة» وكتاب «الجمعوالفرق». وولاه قاضي القضاة تقي الدين ابن بنت الأعز، قضاء أخميم، ثم صار ينتقل في أقاليم الديار المصرية، مشكور السيرة، محمود الحال، إلى أن تولى الأعمال القوصية، فأقام بها سنين قليلة، فلسعه ثعبان في المشهد بظاهر قوص فمات به، في ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وذكر قبل وفاته بقليل، انه لم يبق أحد في الديار المصرية، أقدم منه في الفتوى، وكان أديبا شاعرا، حسن المحاضرة.
وجد بعضهم مكتوبا بخطه على ظهر كتاب له:
الحال مني يا فتى يغني عن الخبر المفيد
فبغير سكين ذبحتو أدرجوني في الصعيد
فكان كذلك، لم يخرج من قوص كما سبق، وله البيتان المعروفان في الكفاءة:
Page 84