وأما ضياء الدين: نصر الله، فإنه ولد بالجزيرة سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وانتقل مع والده إلى الموصل واشتغل، ولكن غلبت عليه العلوم الأدبية، وصنف فيها تصانيف مشهورة منها: «المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر» وله «الرسائل البديعة» و«التشبيهات العربية» وأما نظمه فليس بكامل، ثم اتصل بخدمة السلطان صلاح الدين فاستوزره ولده الأفضل بدمشق واستقر أخيرا بالموصل. فاتفق أن صاحبها أرسله إلى بغداد، فتوفي بها في إحدى الجماديين سنة سبع وثلاثين وستمائة.
121 - أبو القاسم ابن عقيل
نصر بن عقيل بن نصر الاربلي، المكنى بأبي القاسم .
ولد باربل سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وتفقه بها على عمه أبي العباس الخضر بن نصر، ثم توجه إلى بغداد، فتفقه بها على يوسف الدمشقي، مدرس النظامية ثم عاد إلى اربل، ودرس بها وأفتى مدة إلى بعد سنة ستمائة، فأذاه متوليها مظفر الدين، واستولى على أملاكه فتوجه إلى الموصل في سنة ست وستمائة، فأقبل عليه صاحبها الأتابك نور الدين أرسلان شاه ابن مسعود، وأحسن إليه ورتب له كفايته، ولم يزل مكرما له إلى أن مات بها في رابع عشر ربيع الآخر سنة تسع عشرة وستمائة، ذكره التفليسي.
122 - ابن الأنماطي
تقي الدين أبو الطاهر، إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن، المصري، المعروف بابن الأنماطي.
قال عمر بن الحاجب: كان إماما ثقة، حافظا مبرزا، فصيحا، واسع الرواية، وعنده فقه وأدب ومعرفة بالشعر وأخبار الناس قال: وسألت الحافظ الضياء عنه فقال:
حافظ ثقة مفيد، إلا أنه كان كثير الدعابة مع المرد وقال ابن النجار ولد سنة سبعين وخمسمائة واشتغل من صباه، وتفقه، وافر الأدب، وسمع الكثير، وقدم دمشق سنة ثلاث وتسعين ثم حج سنة إحدى وستمائة وقدم مع الركب وكانت له همة وافرة وجدواجتهاد ومعرفة كاملة، وحفظ وفصاحة وفقه وسرعة فهم واقتدار على النظم والنثر، حصل أجزاء كثيرة وكان سهل العارضة، معدوم النظير في وقته. سمع عنه جماعة وقال الضياء: بات صحيحا وأصبح لا يقدر على الكلام أياما، واتصل به ذلك حتى مات في رجب سنة تسع عشرة وستمائة، وذكر مثل في في «العبر» إلا أنه لم يذكر الشهر.
Page 72