نقل عنه الرافعي، في أواخر القضاء على الغائب في الكلام على ما إذا أراد نقل العين المحكوم بها، إلى بلد القاضي الذي حكم فقال: إنه يأخذ كفيلا، ويختم على العين بخاتمه، ثم قال: وأخذ الكفيل حتم، والختم ليس يحتم كذلك حكاه المتلقي عن أبي بكر الأرغياني في الإمام، هذه عبارته. وقد ذكر السمعاني، أيضا والده فقال:
47 - سهل بن أحمد
المعروف بالحاكم، كان إماما، فاضلا، حسن السيرة، تفقه على القاضي الحسين، ثم دخل طوس فقرأ بها التفسير والأصول، على شهفور الاسفرايني، ثم دخل نيسابور، وقرأ بها علم الكلام على إمام الحرمين، وعاد إلى ناحيته وولي بها القضاء وروى عنه جماعة، منهم: الحافظ السلفي ثم حج وترك القضاء، واشتغل بالعبادة.
ولد سنة ست وعشرين وأربعمائة، وتوفي أول يوم من المحرم سنة تسع وتسعين وأربعمائة بتاء ثم سين فيهما، ومن الأصحاب شخص آخر يعرف بالأرغياني، وهو:
48 - أبو نصر محمد الأرغياني
أبو نصر محمد بن عبد الله بن أحمد، صاحب «الفتاوى» المعروفة، وتوهم ابن خلكان، أنها للذي سبق فنسبها إليه، ثم تفطن فنبه على وهمه، وهي في مجلدين، ضخمين»، يعبر عنها تارة ب «فتاوى الأرغياني» وتارة ب «فتاوى إمام الحرمين» لأنها أحكام مجردة، أخذها مصنفها من «النهاية»، ولد المذكور بأرغيان سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وقدم نيسابور، وتفقه على إمام الحرمين، قال ابن السمعاني: وبرع في الفقه، وكان إماما متنسكا، كثير العبادة، حسن السيرة، مستقلا بنفسه، توفي في ذي القعدة، سنة ثمان وعشرين وخمسمائة، ودفن بظاهر نيسابور ومن شعره:
Page 44