وينظر في المرآة، ولا تفارقه قارورة الدهن في سفره، والمكحلة، والمرآة، والمشط، والمقراض، والسواك، والإبرة، والخيط.
ويستاك في الليلة ثلاثة مرات، وقبل النوم، وبعده، وعند القيام لِورده، وعند الخروج لصلاة الصبح، وكان يحتجم.
وكان يمزح ولا يقول إلا حقًا. وجاءته امرأة، فقالت: يا رسول الله، احملني على جمل.
فقال: " احملك على ولد الناقة ".
قالت: لا يطيقني.
فقال لها الناس: وهل الجمل إلا ولد الناقة! وجاءته امرأةٌ فقالت: يا رسول الله، إن زوجي مريض، وهو يدعوك.
فقال: " لعل زوجك الذي في عينيه بياض ".
فرجعت، وفتحت عين زوجها. فقال: مالك؟
قالت: أخبرني رسول الله ﷺ أن في عينيك بياضًا.
فقال: وهل أحد إلا في عينيه بياض.
وقالت له أخرى: يا رسول الله، ادْع الله لي أن يُدخلني الجنة.
فقال: " يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز ".
فولت المرأة وهي تبكي، فقال ﷺ: " أخبروها أنها لا تدخل الجنة وهي عجوز، إن الله تعالى يقول: (أَنْشَأناهُنَّ إِنْشَاءً* فَجَعَلْنَاهُنَّ غُرُبًا أَتْرَابًا) .
قد جمع الله له كمال الأخلاق، ومحاسن الأفعال، وحسبك ما أثنى عليه في قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) .
وآتاه الله علم الأولين والآخرين، وما فيه النجاة والفوز، وهو أمي لا يكتب ولا يقرأ، ولا معلم له من البشر، ونشأ في بلاد الجهل والصحارى، وآتاه ما لم يؤت أحدًا من العالمين، واختاره على الأولين والآخرين، ﷺ.
فصل
يتضمَّن ذكْر شيءٍ من معجزاته وآياته
ﷺ منها: القرآن العظيم، وهو أكبرها، الذي دعا به بلغاء قريش، وهم ما هم قالة البلاغة، ولسن الفصاحة، ولهم من ذلك قمراها والنجوم الطوالع، ودعا غيرهم، مُذ بعثه الله قرنًا بعد قرن، وجيلًا بعد جيل، إلى يومنا هذا، وإلى يوم البعث والنشور، على أن يأتوا بعشر سور مثله مُفتريات، وتنازل معهم إلى الإتيان بسورة من مثله، وفي السور ما هو ثلاث آيات، وتحدى به الإنس والجن، فلم يأتوا بمثله، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، ونكصوا على أعقابهم خائبين، وذهب كل نبي بمعجزاته، ولم يبق لها أثرٌ ظاهر خلال الروايات عنها والأخبار، وأبقى لنا رسول الله ﷺ مُعجزًا خالدًا بين ظهرانينا إلى يوم القيامة، بعد ذهابه، لا تنكسف شموسه، ولا تذوي زهراته.
وانشقاق القمر. روى مُسلم والترمذي، عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، قال: انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ فلقتين، فستر الجبل فلقة، وكانت فلقة فوق الجبل.
فقال رسول الله ﷺ: " اللهم اشهد ".
وروى الترمذي، عن جبير بن مطعم، قال: انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ، فصار فرقتين. فقالت قريش: سحر محمد أعيننا.
فقال بعضهم: لئن كان سحرنا ما يستطيع أن يسحر الناس كلهم. - وزاد رزين -: فكانوا يتلقون الركبان فيخبرونهم بأنهم قد رأوه، فيكذبوهم.
وما أحقه ﷺ بقول أبي الطيب:
مَتى مَا يُشِرْ نحْوَ السَّمَاء بَطرفِه ... يَخِرُّ لهُ الشَّعْرى وَينْكَسِفُ البَدْرُ
وأن الملأ من قريش تعاقدوا على قتله، فخرج عليهم، فخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، وأقبل حتى قام على رءوسهم فقبض قبضة من تراب، وقال: " شاهت الوجوه " وحصبهم، فما أصاب رَجُلًا منهم من ذلك الحصباء شيءٌ إلا قُتل يوم بدر.
وَرَمى يوم حنين بقبضة من تراب في وجوه القوم، فهزمهم الله تعالى.
ونسج العنكبوت في الغار.
وما كان من أمر سراقة بن مالك، إذ بُعث خلفه في الهجرة، فساخت قوائم فرسه. في الأرض الجلد.
ومسح على ظهر عَناق لم يَنز عليها الفحل فدرت.
وشاة أم مَعبد.
ودعوته لعمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن يعز الله به الإسلام.
ودعوته لعليٍّ رضي الله تعالى عنه أن يذهب عنه الحر والبرد.
وتفله في عينيه، وهو أرمد، فعوفي من ساعته، ولم يرمد بعد ذلك.
ورده عين قتادة، بعد أن سالت على خده، فكانت أحسن عينيه وأحدهما.
ودعاؤه لعبد الله بن عباس، ﵄، بالتأويل والفقه في الدين، وكان يُسمى الحبر والبحر لعلمه.
ودُعاؤه لجمل جابر، فصار سابقًا بعد أن كان مسبوقًا.
1 / 21