Les couches des grammairiens et linguistes

Zubaydi d. 379 AH
49

Les couches des grammairiens et linguistes

طبقات النحويين واللغويين

Chercheur

محمد أبو الفضل إبراهيم

Maison d'édition

دار المعارف

Numéro d'édition

الثانية

Genres

قال: قلت: إني إلى ذلك لمحتاج. قال: فتناول الدواةَ والقرطاس وكتب، ولم أدر ما كتب. ثم قال لي: يا نضر، كيف تقول إذا أمرتَ أن تُتْرب كتابًا؟ قال: قلتُ: أَترِبْه. قال: فهو ماذا؟ قلتُ: مُتْرَب. قال: فمن الطين؟ قلتُ: طِنْه. قال: فهو ماذا؟ قلتُ: مطين. قال: قال: فمن السَّحاءة؟ قال: قلتُ: اسحه. قال: فهو ماذا؟ قلتُ: مَسحيٌّ ومسحوٌّ. قال: يا غلامُ، أَترِب واسْحُ وطِنْ. ثم قام فصلى بنا المغرب، ثم قال لغلام فوق رأسه: تبلّغ معه الكتاب إلى الفضل بن سَهْل. قال: فدخلنا عليه، فتناول الكتاب، فقرأه، وقال: يا نضر، إن أمير المؤمنين قد أمر لك بخمسين الف درهم، فما القصة؟ قال: فحدثته الحديث، ولم أكتمه شيئًا، قال: فقال لي: لحَّنتَ أميرَ المؤمنين! قال: قلتُ: كلَّا، إنما لحنَ هشيمٌ -وكان لحَّانة-، فتبع أميرُ المؤمنين لفظَه، وقد تُتَّبَعُ ألفاظ العلماء. فأمر لي بثلاثين ألف درهم، فأخذت بكلمة واحدة استفادها ثمانين ألف درهم. أبو بكر محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أبو عمر الجرمي البصري قال: حدثني عبد الخالق بن منصور النيسابوري قال: حدثني محمد بن حاتم المؤدب قال: مرض النضر بن شميل بن خرشة المازني، فدخل الناس يعودونه، فقال له رجل من القوم: مَسَحَ اللهُ ما بك. فقال النضر: لا تقل: "مسح الله"، ولكن قل: "مصح"، ألم تنظر إلى قول الأعشى: وإذا ما الخمرُ فيها أَزبدتْ ... أَفَلَ الإِزبادُ فيها فمصَحْ فقال الرجل: لا بأس، السين قد تعاقب الصاد فتقوم مقامها. فقال النضر: إن كان هذا هكذا؛ فينبغي أن تقول لمن اسمه سليمان: "صليمان"، وتقول: "رصول الله"، وتقول لمن يكنى أبا صالح: "أبا سالح"! ثم قال النضر: لا يكون هذا في السين إلا مع أربعة أحرف: الطاء، والخاء، والقاف، والغين.

1 / 60