130

Les couches des cheikhs au Maroc par Abou al-Abbas al-Darjini

طبقات المشايخ بالمغرب لأبي العباس الدرجيني

Genres

قال أبو سفيان وفد جعفر بن السماك العبدي وكان شيخ أبي عبيده وكان ما حفظ عنه أبو عبيدة أكثر مما حفظ عن جابر قال فخرج جعفر بن السماك، والخباب بن كليب، وسالم الهلالي في جماعة من اخوانهم إلى عمر بن عبد العزيز حين ولي الخلافة، قال فدخلوا عليه فكلموه، فقال لهم: هل تنكرون من أمر الأحكام شيئا؟ قالوا: لا، قال: فكلما كلموه يفزع إلى الأحكام قال فبايعوه وذكروا أمر الولاة قبله فأخذ يعتذر عنهم، يريد أن ينصرفوا عنه قال فقال الخباب: فضربت على ركبته، وقلت: أو إنك لها هنا تذر الظلمة؟ وتفعل؟ فقال عمر: يا عبد الله أمسك عليك يدك فأني لو أمرت، قال: وكان جعفر ألطفهم به قال: فقال: ما فيكم أرفق من الأشج وكان جعفر مشجوجا في جبهته. قال: فأجابهم عبد الملك بن عمر وقبل ما دعوه إليه، قيل وسئل جعفر وأصحابه حين رجعوا من عند عمر عن عمر فقال: هو مثل الحسن يقدم رجلا ويؤخر أخرى، وذكر أبو سفيان عن الحسن أنه كان يقول انهم وان قرنت بهم برأ دينهم فان ذل المعاصي في رقابهم أبى الله إلا أن يذل من عصاه(2)

----------------------

(1) مصدر فقه يفقه فقها وفقاهة كان الفقه سجية فيه.

(2) يعني الحسن بهذا بني أمية.

صحار العبدي

ومنهم صحار العبدى -رحمه الله- . ذو المآثر الأثيرة، ومن كان يدعو إلى الله على بصيرة، حمل فقها جزيلا، وكان باعه في العقائد طويلا، وكان أحد الزهاد، وأحد الزاهدين عن معتقد فاسدي الاعتقاد، قال أبو سفيان كان أبو عبيده يضعف أمر القدر، ويقول: والله ما فيه نكاح ذات بعل، ولا انتحار هجرة ولا حكم بغير ما انزل الله، إنما هو رأي أحدثه الناس فيما بينهم فمن أقر بأن الله علم الأشياء قبل أن تكون فقد أقر بالقدر قال أبو سفيان: وذلك أن صحار يقول: كلمهم في العلم فان أقروا به نقضوا أقوالهم وان أنكروه كفروا.

Page 27