============================================================
الحراسة بسبب قتل فقيره، والسلطان المذكور هو الملك المنصور أول ملوك بني رسول، قتله بعض ماليكه في مدينة الجند بغير سبب. وكان للفقيه بدر الدين بن أحمد صاحب الترجمة أولاد صالحون نجباء، يقومون بالزاوية وحلق الذكر والتلاوة، وإطعام الطعام، وذريتهم على ذلك إلى الآن يعرفون ببني بدر، وزاويتهم مشهورة بناحية الوادي مور، بفتح الميم وسكون الواو ثم راء مهملة، وهم من ذرية عروة بن مسعود التقفي الصحابي رضي الله عنه، قال الفقيه حسين الأهدل: وجدت نسبهم مرفوعا من الفقيه بدر الكبير إلى عروة، وكانت وفاة الفقيه بدر هذا رحمه الله تعالى لسبعمائة تقريبا نفع الله به وبسائر عباده الصالحين بو السجاد بكر بن عمر بن يحيى الفرساني التفلبي كان فقيها كبيرا عارفا ورعا زاهدا، قال الجندي: بلغه أن قومه الفرسانيين إنما صوا أرض مورع غصبا، فشق عليه وجود الطعام الحلال، فكان يجتلبه من الأماكن البعيدة، فلما طال عليه ذلك قصد موضعا مباحا إباحة شرعية، وعمره وازدرعه لنفسه، فكان يتحصل له منه ما يقوم بكفاية عياله ودرسته والوافدين إليه وغيرهم، قال: وهذه الأرض باقية في أيدي ذريته إلى الآن يجدون فيها بركة عظيمة، قال: وقد مررت عند أرضه هذه فرآيتها في موضع لا يمكن أنه كان مملوكا لأحد، وإنما كانت عمارة الفقيه لها إلهاما من الله تعالى، وكان الفقيه بكر المذكور من الأكابر المشهورين علما وعملا، وكانت له كرامات ظاهرة، منها أته افتتح طريق الحج إلى مكة المشرفة وكان الحج قد انقطع في البر في تلك المدة، وعميت الطريق، وعدم عارفوها فافتتحها الفقيه المذكور وجعل يتردد فيها بالقوافل عدة سنين، ولا يقدر أحد أن يناهم بمكروه من العرب وغيرهم ببركته، ومن بعده سار بالناس الفقيه عمر الأسكع الآتي ذكره، وبعد الفقيه عمر، سار بالناس الفقيه أحمد ابن موسى بن عجيل المقدم ذكره نفع الله به وبهم أجمعين، وكان الفقيه بكر المذكور سالكا طريق السلف، وكان الفقيه أحمد بن موسى إذا ذكره يعظمه ويعترف بفضله، فاتفق آنه جرى يوما ذكره بحضرة الفقيه أحمد فأتنى عليه وعظمه، فقال 112
Page 116