وهذا سياق غريب جدا، وقال ابن أبي حاتم: حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: ما لقيت أحدا لقي من السقم ما لقي الشافعي، فدخلت عليه، فقال لي: يا أبا موسى، اقرأ على ما بعد العشرين والمائة من آل عمران وأخف القراءة، ولا تثقل، فقرأت عليه فلما أردت القيام، قال: لا تغفل عني فإني مكروب، قال يونس: عني الشافعي بقراءتي ما بعد العشرين والمائة، ما لقي النبي، ﷺ، وأصحابه، ﵃، أو نحوه.
وقال البيهقي: أنا عبد الله الحافظ، سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب، يقول: سمعت الربيع بن سليمان المرادي، يقول: دخلت على الشافعي، وهو مريض، فسألني عن أصحابنا؟ فقلت له: إنهم يتكلمون، فقال لي الشافعي: ﵃، ما ناظرت أحدا قط على الغلبة، وبودي أن جميع الخلق تعلموا هذا الكتاب، يعني: كتبه، على أن لا ينسب إلى منه شيء، قال هذا الكلام يوم الأحد، ومات هو يوم الخميس، وانصرفنا من جنازته ليلة الجمعة، فرأينا هلال شعبان سنة أربع ومائتين، قال: وسئل الربيع عن سن الشافعي، فقال: نيف وخمسون سنة، قال البيهقي: وقيل توفي يوم الجمعة، وقال ابن أبي حاتم، ثنا
الربيع بن سليمان المصري، ثنا أبو الليث الخفاف، وكان معدلا عند القضاة، ثنا العزيزي، وكان متعبدا، قال: رأيت ليلة مات الشافعي في المنام كأنه، يقال: مات النبي، ﷺ، في هذه الليلة، وكأني رأيته يغسل في بيت عبد الرحمن الزهري، في مسجد الجامع، وكان يقال لي: يخرج به العصر، فأصبحت فقيل لي: مات الشافعي،
1 / 45