فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفو منة وتكرما
فإن تنتقم مني فلست بآيس ... ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما
فلولاك لم يغو بإبليس عابد ... فكيف وقد أغوى صفيك آدما
وإني لآتي الذنب أعلم قدره ... وأعلم أن الله يعفو ترحما
وقال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: أنا أبو الفضل محمد بن حمزة بن إبراهيم الفزاري، أنا والدي الشيخ العالم أبو يعلى حمزة بن إبراهيم، ثنا الشيخ إسماعيل بن موسى النفيلي، ثنا الشيخ أبو بكر محمد بن نصر، ثنا أبو محمد بن أحمد الخطيب، قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن شاكر، يعني: في كتابه مناقب الشافعي، وقال: سمعت المزني، قال: دخلت على الشافعي، ﵁، عند وفاته، فقلت له: كيف أصبحت يا أستاذ؟ فقال: أصبحت من الدنيا راحلا، ولإخواني مفارقا، وبكأس المنية شاربا، وعلى الله ورادا، ولسوء أعمالي ملاقيا، فلا أدري نفسي إلى الجنة تصير فأهنيها، أو إلى
النار فأعزيها، فقلت: عظني، فقال لي: اتق الله، ومثِّل الآخرة في قلبك، واجعل الموت نصب عينيك، ولا تنس موقفك بين يدي الله، وكن من الله على وَجَلٍ، واجتنب محارمه، وأد فرائضه، وكن مع الله حيث كنت، ولا تستصغرن نعم الله عليك، وإن قَلَتِ، وقابلها بالشكر، وليكن صمتك تفكرا، وكلامك ذكرا، ونظرك عبرة، واعف عمن
1 / 43