قدم الشافعي، ﵁، من صنعاء إلى مكة بعشرة آلاف دينار في منديل، فضرب خباءه في موضع خارجا من مكة، وكان الناس يأتونه فيه، فما برحت حتى ذهبت كلها، قال البيهقي: وقال غيره، عن الربيع، في هذه الحكاية، وفرق المال كله في قريش، ثم دخل مكة.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: كان الشافعي، ﵁، أسخى الناس بما يجد، وكان يمر بنا: فإن وجدني، وإلا قال: قولوا لمحمد، إذا جاء يأتي المنزل، فإني لست أتغدى حتى يجيء، فربما جئته، فإذا قعدت معه على الغداء، قال: يا جارية اضربي لنا فالوذج، فلا تزال المائدة بين يديه حتى يفرغ منه ويتغدى، وقال داود بن علي الظاهري: حدثنا أبو ثور، قال: كان الشافعي، ﵁، من أجود الناس وأسمحهم كفا، كان يشتري الجارية الصناع، التي تطبخ وتعمل الحلواء، ويشترط عليها هو أن لا يقربها، لأنه كان عليلا لا يمكنه أن يقرب النساء في وقته
لباسور كان به، ويقول لنا: تشهوا ما أحببتم، فقد اشتريت جارية تحسن أن تعمل ما تريدون، قال: فيقول لها بعض أصحابنا: اعملي لنا اليوم كذا وكذا، فكنا نحن الذين نأمرها بما نريد، وهو مسرور بذلك.
وروى أبو القاسم بن عساكر بإسناده، عن أبي جعفر أحمد بن
1 / 28