عمر الحافظ، سمعت أبا بكر النيسابوري، سمعت الربيع، قال: كان الشافعي يختم في كل شهر ثلاثين ختمة، وفي رمضان
ستين ختمة، سوى ما يقرأ في الصلاة.
قال: وكان يحدث وطست تحته، فقال يوما: اللهم إن كان لك فيه رضا فزد، قال: فبعث إليه إدريس بن يحيى المعافري: إنك لست من رجال البلاء، فسل الله تعالى العافية.
وكان كثير الصلاة بالليل، كان قد قسم الليل ثلاثة أجزاء، فثلثه الأول للأشغال، والثاني للصلاة، والثالث ينامه ليقوم إلى صلاة الفجر نشطا، ﵀، وروى البيهقي، عن الحاكم، حدثني أبو بكر محمد بن محمد البغدادي، حدثنا أبو الحسن علي بن قرين، عن الربيع، فذكر، وقال زكريا الساجي عن محمد بن إسماعيل، حدثنا حسين الكرابيسي، قال: بت مع الشافعي، فكان نحو ثلث الليل يصلي، وما رأيته يزيد على خمسين آية، فإذا أكثر فمائة، وكان لا يمر بآية رحمة إلا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين، فكأنما جمع له الرجاء والرهبة.
قلت: هكذا يكون تمام العبادة: أن تجمع الرغبة والرهبة، كما صح عن رسول الله، ﷺ، أنه كان إذا مر بآية رحمة وقف فسأل، وإذا مر بآية عذاب وقف وتعوذ، وقال الله تعالى: ﴿أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ
1 / 18