في انسجام مع الطبيعة. وغادرها راضيا، مثلما تسقط زيتونة حين تبلغ النضج، مباركة الأرض التي حملتها، وشاكرة للشجرة التي منحتها النماء. ***
الناس في خصام مع ألصق رفيق؛ العقل! ***
إذا كان غريبا في العالم من لا يعرف مكوناته، فليس أقل غربة من لا يعرف ماجرياته. إنه آبق إذا تملص من المبدأ الاجتماعي، أعمى إذا غض عين عقله، شحاذ إذا اعتمد على الآخرين ولم يذخر في نفسه كل ما يحتاج إليه في الحياة، ورم في الكون إذا انسحب وفصل نفسه عن مبدأ طبيعتنا المشتركة بتبرمه بنصيبه ... منشق خارج على المجتمع إذا سل روحه من روح الكائنات العاقلة جميعا، والتي هي وحدة. ***
كم هي ضيقة تلك المساحة التي يجول فيها مجدك. ***
ليس في العالم موضع أكثر هدوءا ولا أبعد عن الاضطراب مما يجد المرء حين يخلو إلى نفسه، وبخاصة إذا كانت نفسه ثرية بالخواطر التي إذا أظلته غمرته بالسكينة التامة والفورية. ***
ما أشقى ذلك الإنسان الذي يظل دوما لائبا محوما حول كل شيء، منقبا في أحشاء الأرض، متحرقا إلى استشفاف ما يدور ببال جيرانه. وما يدري أن بحسبه أن ينصرف إلى الألوهة التي بداخله ويكون خادما حقيقيا لها. ***
وعليك بعد ذلك أن تحذر ضربا آخر من التخبط؛ إنه لضرب آخر من الكسل والموات ما يأتيه أولئك الذين يكدحون بلا هدف ويضربون في الأرض بلا وجهة، لا وجهة في الفعل، ولا وجهة، بالأحرى، في القول والتفكير. ***
انظر إلى أي شيء موجود ولاحظ أنه منذ الآن في عملية فناء وتغير، يتجدد، بمعنى ما، من خلال الفساد أو التبدد. وبعبارة أخرى: انظر إلى أي ضرب من «الموت» يولد كل شيء!
Page inconnue