ويرددون أهازيج الفرح (١). لكن الأحوال السياسية لم يطل استقرارها فاضطربت مرة أخرى، فكتب في ١٩ ذي الحجة سنة ١٢٦٢هـ إلى السلطان غالب بن محسن الكثيري يحضه على كبح سلطة آل يافع المتشرذمة في تريم، وأن يصلح نيته في ذلك لنصرة الشريعة، وإنفاذ أحكامها في إزالة المنكرات، وإحياء السنن والواجبات، لينال بذلك أعلى المقامات في الدارين، وأن يتخذ له بطانة من أهل العلم والصلاح، وسمى له الشيخ الفاضل سالم بن عبد الله بن سُمِير (٢). فأجابه السلطان إلى ما دعاه إليه، وكتب الله للسلطان النصر على يافع وضم تريم إلى السلطنة الكثيرية، وظل السلطان غالب وفيًا للمؤلف ممتنًا له على نصحه ودعمه، ويقول في ذلك: " أني لم أنَلْ ما نلتُه من الملكِ والولايةِ والسلطنة بعد تقدير الله إلا بواسطته " (٣).
_________
(١) ينظر: ابن حميد. العدة المفيدة (١/ ٣٤١).
(٢) للوقوف على نص الرسالة (ينظر: محمد علوي. شرف المحيا. ص ٤٦ - ٤٨ نقلا عن مكاتبات المؤلف المخطوطة. ص ٣١ - ٣٢. وينظر: بن عبيد الله السقاف. إدام القوت. ص ٥٨٨).
(٣) من نص وثيقة العهد والالتزام بين السلطان غالب بن محسن الكثيري والسيدين محمد وعقيل بن يحيى الموقعة بتاريخ ٢٠ جمادى الآخرة سنة ١٢٨٤هـ. (ينظر: محمد علوي. شرف المحيا ص ٧٤ - ٧٦).
1 / 24