لهذا أيضًا ومن ذلك قوله ﷺ في الحديث الذي أخرجه الشيخان عن عدي بن حاتم ﵁: «إنما ذاك بياض النهار من سواد الليل» انتهى. أي: البياض الذي يتبين به النهار؛ لإزالته سواد الليل. ومن ذلك قول سهل بن سعد الساعدي ﵄ من روايتهما أيضًا- (فعلموا بذلك أنه: إنما يعني بذلك الليل والنهار) انتهى. فعلموا أي أصحاب رسول الله ﷺ أنه - أي: الحق سبحانه - إنما يعني بذلك - أي: بالخيطين الأبيض والأسود -: الليل والنهار - أي: تبين النهار بإقباله بزيادة النور الطارد لظلمة الليل الهاربة منه.
الطرف الخامس: -[العلامة الرابعة: الحمرة]-
في أن أول الفجر مشرَّب بحمرة: قال الحافظ بن حجر في «التلخيص» - المار- عند ذكره بيان الفجر الصادق: (وروى أبو داود، والترمذي، والدارقطني من حديث قيس بن طلق بن علي عن أبيه أنه ﷺ قال: (كلوا واشربوا ولا يهيدنكم «١) - وفي لفظ - ولا