نصف المنزلة، فلو صدقوا في طلوع الفجر .. لظهر بعد صلاتهم ضوءٌ بيِّنٌ، يتبينُ به أن ذلك أول النهار، وإذا لم يظهر - كما هو المعروف- .. فقد تبيَّن غلطهم، وتقدم صلاتهم على وقتها. وكلها مفهومة من (ال) في قوله تعالى: ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾، إذ هي للعهد الذهني. والمعنى: من الفجر المعروف عند العرب، وهم لا يطلقون ذلك إلا على البياض المتصف بهذه الأربع العلامات. ويدل على الاعتراض: تشبيهه تعالى بياض الفجر وسواد الليل بالخيطين: الأبيض، والأسود. وعلى تزايده وتبين النهار به:
[الآية الثانية]: قوله تعالى: ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ﴾ (١).
قال البيضاوي: (يغطيه، ولم يذكر عكسه؛ للعلم به أو لأن اللفظ يحتملهما؛ ولذلك قُرِئ: ﴿يُغْشِي اللَّيْلَ النهار﴾