Scenes from the Lives of the Companions
صور من حياة الصحابة
Maison d'édition
دار الأدب الاسلامي
Numéro d'édition
الأولى
أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ
عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الجَرَّاحِ
(لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينٌ، وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ) [مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ]
كَانَ وَضِيءَ الوَجْهِ، بَهِيَّ الطَّلْعَةِ، نَحِيلَ الجِسْمِ، طَوِيلَ الْقَامَةِ، خَفِيفَ العَارِضَيْنِ ... تَرْتَاحُ العَيْنُ لِمَرْآهُ، وَتَأْنَسُ النَّفْسُ لِلُقْيَاهُ، وَيَطْمَئِنُّ إِلَيْهِ الفُؤَادُ.
وَكَانَ إِلَى ذَلِكَ رَقِيقَ الحَاشِيَةِ، جَمَّ(١) التَّوَاضُعِ، شَدِيدَ الحَيَاءِ؛ لَكِنَّهُ كَانَ إِذَا حَزَبَ(٢) الأَمْرُ وَجَدَّ الجِدُّ يَغْدُو كَأَنَّهُ اللَّيْثُ عَادِياً.
فَهُوَ يُشْبِهُ نَصْلَ السَّيْفِ رَوْنَقاً وَبَهَاءً، وَيَحْكِيهِ(٣) حِدَّةً وَمَضَاءً.
ذَلِكُمْ هُوَ أَمِينُ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الجَرَّاحِ الفِهْرِيُّ القُرَشِيُّ، المُكَنَّى بِأَبِي عُبَيْدَةَ.
نَعَتَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ: ثَلَاثَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَصْبَحُ النَّاسِ وُجُوهَاً، وَأَحْسَنُهَا أَخْلَاقاً، وَأَثْبَتُهَا حَيَاءً، إِنْ حَدَّثُوكَ لَمْ يَكْذِبُوكَ(٤)، وَإِنْ حَدَّثْتَهُمْ لَمْ يُكَذِّبُوكَ:
أَبُو بَكْرِ الصِّدِّيقُ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ(٥)، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ.
كَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ مِنَ السَّابِقِينَ الأَوَّلِينَ إِلَى الإِسْلَامِ، فَقَدْ أَسْلَمَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ لِإِسْلَامِ أَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ إِسْلَامُهُ عَلَى يَدَي الصِّدِّيقِ نَفْسِهِ، فَمَضَى بِهِ.
(١) جم التواضع: كثير التواضع.
(٢) حزب الأمر: اشتد الأمر.(٤) لم يكذبوك: لم يكذبوا عليك.
(٣) يحكيه: يمائِلُه.(٥) عثمان بن عفان: انظره ص ٥٥٧.
91