153

Scenes from the Lives of the Companions

صور من حياة الصحابة

Maison d'édition

دار الأدب الاسلامي

Numéro d'édition

الأولى

فَأَمَّرَ الفَارُوقُ عَلَى الجَيْشِ الكَبِيرِ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ(١)، وَأَوْصَاهُ وَوَدَّعَهُ.

وَلَمَّا بَلَغَ الجَيْشُ ((القَادِسِيَّةَ))، بَرَزَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ لَابِسًا دِرْعَهُ، مُسْتَكْمِلًا عُدَّتَهُ، وَنَدَبَ نَفْسَهُ لِحَمْلِ رَايَةِ المُسْلِمِينَ وَالحِفَاظِ عَلَيْهَا، أَوِ المَوْتِ دُونَهَا.

***

وَالتَقَى الجَمْعَانِ فِي أَيَّامٍ ثَلَاثَةٍ قَاسِيَةٍ عَابِسَةٍ... وَاحْتَرَبَ الفَرِيقَانِ حَرْبًا لَمْ يَشْهَدْ لَهَا تَارِيخُ الفُتُوحِ مَثِيلًا حَتَّى انْجَلَى اليَوْمُ الثَّالِثُ عَنْ نَصْرٍ مُؤَزَّرٍ(٢) لِلْمُسْلِمِينَ، فَدَالَتْ دَوْلَةٌ مِنْ أَعْظَمِ الدُّوَلِ...

وَزَالَ عَرْشٌ مِنْ أَعْرَقِ عُرُوشِ الدُّنْيَا...

وَرُفِعَتْ رَايَةُ التَّوْحِيدِ فِي أَرْضِ الفُرْسِ.

وَكَانَ ثَمَنُ هَذَا النَّصْرِ المُبِينِ مِئَاتُ الشُّهَدَاءِ...

وَكَانَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ الشُّهَدَاءِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ...

فَقَدْ وُجِدَ صَرِيعًا مُضَرَّجًا بِدِمَائِهِ وَهُوَ يُعَانِقُ رَايَةَ المُسْلِمِينَ (*).

(١) سعد بن أبي وقاص: انظره ص ٢٩٠.

(٢) نصر مؤزر: نصر قوي.

(*) للاستزادة من أخبار عبد الله بن أم مكتوم انظر:

١ - الإصابة: ٥٢٣/٢ أو (الترجمة) ٥٧٦٤.

٢ - الاستيعاب (بهامش الإصابة): ٢/ ٥٠١.

٣ - الطبقات الكبرى: ٤/ ٢٠٥.

٤ - صفة الصفوة: ٢٣٧/١.

٥ - ذيل المذيل: ٣٦، ٤٧.

٦ - حياة الصحابة: (انظر الفهارس).

(٥) ويلاحظ أن في اسم «ابن أم مكتوم»، خلافًا، فأهل المدينة يدعونه عبد الله، وأما أهل العراق فيدعونه عمراً. أما اسم أبيه فهو قيس بن زائدة من غير خلاف.

157