251

Livre de la formation de la terre

كتاب صورة الأرض

خاصة ففيه رطب يعرف برطب الطن ويقال أن ذلك الرطب إذا أكله الإنسان وشرب عليه ماء المسرقان لم يخطئه رائحة (2) فيه من رائحة الخمر العتيق، وليس بخوزستان موضع يجمد [73 ب] فيه الماء ولا يقع فيه الثلج ولا يخلو من النخيل، والعلل بها كثيرة وخاصة لمن (4) انتابها وطرأ عليها، وثمارهم وزروعهم فالغالب منها فى غلاتهم النخل ولهم عامة الحبوب كالحنطة والشعير والفول (6) ويكثر عندهم الأرز حتى أنهم ليطحنونه ويخبزونه ويأكلونه وهو لهم قوت [وفيهم من تعود أكل خبز الأرز طول السنة حتى إذا أكل خبز الحنطة أخذه المغس ووجع البطن وربما يموت منه] (8) وكذلك رساتيق العراق، وليس من بلد ليس به قصب سكر فى جميع هذه الكور الكبار التى تقدم ذكرها وأكثر ذلك بالمسرقان ويقع أكثره الى عسكر مكرم، وليس بالعسكر فى القصبة كثير سكر ولا بتستر ويتخذ الكثير منه بالسوس وفى سائر المواضع للأكل من القصب ما يسد الحاجة ويزيد وعندهم عامة الثمار، ولا يكاد يخطئهم من الثمار غير الجوز وما لا يكون إلا ببلاد الصرود، (6) وأما لسانهم فإن عامتهم يتكلمون بالفارسية والعربية غير أن لهم لسانا آخر خوزيا ليس بعبرانى ولا سريانى ولا فارسى، وزيهم زى أهل العراق فى الملابس من القمص والطيالسة والعمائم وفى أضعافهم من يلبس الأزر والميازر، والغالب على أخلاقهم الشراسة والمنافسة فيما بينهم فى اليسير من الأمور والشدة والإمساك، والغالب على خلقهم صفرة الألوان والنحافة وخفة اللحى ووفور الشعر فيهم أقل مما فى غيرهم من المدن وهذه صفة عامة الجروم، وأما ما ينتحلونه من الديانات والمذاهب فالغالب عليهم الاعتزال والغلبة لأهله دون سائر النحل والقول بالوعد والوعيد فيهم أكثر منه فى جميع الخلق أظهر على الحقيقة وصدق النية، وليس فى جميع

Page 254