118

Surah Al-Qasas: An Analytical Study

سورة القصص دراسة تحليلية

Genres

من الواضح أن في اللغة العربية أساليب متباينة يمكن من خلالها فهم دلالات ألفاظ نفسها، أو بمقارنتها بغيرها، وذلك أن علم اللغة الحديث المأخوذ من أصوله التراثية قد أثبت أن أي نص لا يمكن فهم أسلوبه إلا بمقارنته بنص آخر، أو بإبدال بعض كلماته (بمرادفات) أخرى. ولا ريب أن علم إعجاز القرآن استفاد فائدة كبرى قديمًا وحديثًا من ذلك، لأن علم إعجاز القرآن يبحث في خصائص الأسلوب وبدائل الأسلوب. وقد حاولت استنادًا إلى ذلك أن أدرس بعض الكلمات والألفاظ في آيات مختارة من سورة القصص مع توجيه المعنى المقارن نحو بدائلها بحيث يبدو إعجاز الأسلوب القرآني في سورة القصص خاصةً، وذلك من ثلاثة أوجه:
أولًا - البديل اللفظي.
ثانيًا - البديل الأٍسلوبي.
ثالثًا - البديل المعنوي.
والجمع بين هذه البدائل فعله القاضي الباقلاني من قبل في كتابه إعجاز القرآن في سورة أخرى، ودرسها القاضي عبد الجبار في كتابه المغني في أبواب التوحيد والعدل، والإمام عبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز، وابن أبي الإصبع المصري في كتابه بديع القرآن.
وممن درسها من المحدثين:
الدكتورة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطي «١» .
الشيخ مُحَمَّد عبد الخالق عضيمة «٢» .
الدكتور فاضل السامرائي «٣» .
وسواهم من النحاة والبلاغيين المعاصرين الذين درسوا إعجاز النصّ القرآني لغويًا.
ونحن في دراستنا لسورة القصص أردنا ان ندلي بدلونا في ذلك، فنفهم لماذا جاءت بعض الأشكال اللغوية في مواقع منها دون أشكال أخرى قد يتوقع الإنسان أن تجيء في كلام بديل لو كان كلامًا بشريًا.

(١) التفسير البياني للقرآن الكريم. عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ. الطبعة الثامنة. دار المعارف بمصر. ١٩٨٢ م: ص ٨٨.
(٢) دراسات في أسلوب القرآن الكريم: ٥ /١١٩.
(٣) التعبير القرآني. د. فاضل صالح السامرائي. بيت الحكمة. بغداد. ١٩٨٩ م: ص ٥١.

1 / 118