حياكم الله، أيها الفرسان، ولا شلت يمينكم، سيسطر لكم التاريخ هذا الموقف بمداد الفخر، فقد فتكتم فتك الأسود، وأظهرتم للعالم أن في المسلمين بقية تذود عن حياضها. إنني أرى الشعب العربي مكبرا لبسالتكم، ومهللا لانتصاركم من مكة المقدسة إلى بغداد دار السلام إلى دمشق عاصمة الأمويين إلى القاهرة قاهرة الفراعنة، وأشعر بعظام عبد الرحمن الداخل صقر قريش تهتز طربا في قبرها محيية فيكم إباء العرب.
أجل، إننا تركنا في ساحة المعمعة عشرات من الشهداء، ولكن قتلى العدو أضعاف قتلانا. رحم الله أولئك الشهداء، وجعل لكل منا نصيبهم، فمرحى لمن استشهد في سبيل الوطن.
أيها الأبطال، إن غدا الحد الفاصل بيننا وبين أعدائنا، فمن كان منكم أبا فليحارب في سبيل أولاده، ومن كان ابنا ففي سبيل والديه، ومن كان عاشقا ففي سبيل حبيبته، حاربوا في سبيل الوطن؛ لأن بحياته حياة الأمة العربية أجمع.
إبراهيم :
هذي السيوف جميعها ظمآنة
شوقا لنهل دم العدو المعتدي
وغدا يرون الموت بين صفوفهم
متنقلا فإلى غد ...
الجميع : ... فإلى غد (يغمدون سيوفهم.)
ابن حامد :
Page inconnue