Suppression of the Dajjals Criticizing the Beliefs of the Imams of Islam, the Hanbalis
قمع الدجاجلة الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة
Maison d'édition
مطابع الحميضي
Numéro d'édition
الأولى
Année de publication
١٤٢٤ هـ
Lieu d'édition
الرياض
Genres
[أبيات من الشعر لإسماعيل الترمذي]
إذا ميز الأشياخ يوما وحصلوا ... فأحمد من بين المشايخ جوهر
رقيق أديم الوجه حلو مهذب ... إلى كل ذي تقوى وقور موقر
أبي إذا ما حاف ضيم مؤمر ... ومر إذا ما خاشنوه مذكر
لعمرك ما يهوي لأحمد نكبة ... من الناس إلا ناقص العقل معور
هو المحنة اليوم الذي يبتلى به ... فيعتبر السني فينا ويسبر
شجي في حلوق الملحدين وقرة ... لأعين أهل النسك عف مشمر
فقا أعين المراق فعل ابن حنبل ... وأخرس من يبغي العيوب ويحقر
جرى سابقا في حلبة الصدق والتقي ... كما سبق الطرف الجواد المضمر
إذا افتخر الأقوام يوما بسيد ... فقيه لنا - والحمد لله - مفخر
فقل للألى يشنونه لصلاحه ... ومحنته والله بالعذر يعذر
جعلتم فداء أجمعين لنعله ... فإنكم منها أذل وأحقر
لريحانة القراء تبغون عثرة ... وكلكم من جيفة الكلب أقذر
فيا أيها الساعي لتدرك شأوه ... رويدك عن إدراكه ستقصر
تمسكن بالعلم الذي كان قد وعى ... ولم يلهه عنه الخبيص المزعفر
حمى نفسه الدنيا وقد سنحت له ... فمنزله إلا من القوت مقفر
فإن يك في الدنيا مقلا فإنه ... من الأدب المحمود والعلم مكثر
فقل للألى حادوا معا عن طريقه ... ولم يمكثوا حتى أجابوا وغيروا
فلا تأمنوا عقبى الذي قد أتيتم ... فإن الذي جئتم ضلال مزور
إسماعيل الترمذي
قمع الدجاجلة
الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة
1 / 4
قمع الدجاجلة
الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة (رد على حسن بن فرحان المالكي، في كتابه " قراءة في كتب العقائد ")
1 / 3
[تقديم معالي الشيخ العلامة الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان]
تقديم معالي الشيخ العلامة الدكتور
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، نبيا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
فإن من حكمة الله - تعالى - وسنته في خلقه: أنه يبتلي أهل الحق بخصومهم من أهل الباطل، ليظهر الجهاد في سبيل الله، والموالاة في الله والمعاداة فيه.
وليظهر المؤمن الصادق من المنافق الكاذب ﴿ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾ [محمد: ٤] ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا﴾ [الفرقان: ٣١] ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا﴾ [الفرقان: ٢٠] .
والحق منصور وممتحن فلا ... تعجب فهذي سنة الرحمن
وفي وقتنا هذا: ظهر كثير من هؤلاء الذين يبتلى بهم المسلمون، ومن هؤلاء: شخص يدعى " حسن بن فرحان المالكي " من جنوب المملكة، صار ينتقد أهل السنة، ويؤيد أهل البدعة.
وظهرت له في ذلك كتابات جمعها في كتاب له سماه " قراءة في كتب العقائد، المذهب الحنبلي نموذجا "، شحنه بالافتراءات على أهل السنة وكتبهم.
1 / 5
فقيض الله من المشايخ من أبطل شبهاته، وكشف زيفه، وفضح كذبه. ومن هؤلاء: فضيلة الشيخ عبد العزيز بن فيصل الراجحي في كتابه " قمع الدجاجلة، الطاعنين في معتقد أئمة الإسلام الحنابلة ".
فجاء كتابه هذا وافيا بالمقصود من الرد على هذا المبطل، وعلى من يقف وراءه ممن ﴿لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾ [الأنفال: ٦٠]، فجزاه الله خيرا وأثابه، وصلى الله وسلم على نبيا محمد وآله وصحبه.
كتبه
صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
(التوقيع)
في ١٥ / ٨ / ١٤٢٣ هـ
1 / 6
[المقدمة]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رفع بدينه المتقين، وأعز بوحيه المهتدين، يحلون حلاله، ويحرمون حرامه، يعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه.
أذل به قلب كل مرتاب، وجعل نصيبه منه، تشكيكه المؤمنين في السنة والكتاب. إلا أنه - تعالت عظمته -، لم يجعل سلطانا لمخدول، أن يسقط ويعارض كلام الرسول ﷺ.
ومدح - سبحانه - عباده الصالحين، فوصفهم بالإيمان بالغيب، وأبان لهم أمور دنياهم وأخراهم، فكانوا منها على حجة وبينة، وإن كان غيرهم - من ذلك - في شك وريب.
وأخبر عباده - مثبتا ومحذرا لهم، ومبينا نعمته وفضله عليهم -: أن الكافرين في حنق وغيض وحسد، من إيمان المؤمنين، وهل يستوي ما استهوته الشياطين حيران، وعبد قد سلم لله رسوله ﷺ ما جاء به في سنته والقرآن؟ !
وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الصادق الأمين، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة. أخبر بما أمره به ربه الناس، فأمن به من حقت له النجاة، ونكص عن ذلك من حقت عليه النار والإفلاس.
قال فصدقه المؤمنون، وأمر فامتثل أمره الصالحون، ونهى فجانب نهيه الورعون المتنسكون.
1 / 9
أنذر أمته من كل أمر خطير، وأبعد عن النار كل من كان منها قريبا، على جرف هار أو شفير. إن غضب ﷺ، فغضبه لله، وإن رضي، فما أرضى مولاه - جل وعلا - أرضاه.
جاهد المشركين وحذر من المنافقين، وما ترك سبيل خير إلا دعى أمته إليه ودلها عليه، ولا سبيل شر إلا حذرها منه، وأبعدها عنه. وكان مما حذر منه النبي ﷺ وخشي على أمته منه: «كل منافق عليم اللسان»، وأشد ما خشيه عليهم من الفتن والضلال: فتنة المسيح الدجال، وقال: «ما من نبي قبلي، إلا وحذر أمته من المسيح الدجال» . ثم وصفه لهم، وعرفهم به فقال: «إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور» . وما ذاك إلا لعظم افتتان الناس به، وقد قال سبحانه: ﴿وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ﴾ [البقرة: ٢١٧]، ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾ [البقرة: ١٩١] .
وكذلك حال كل دجال أراد فتنة المؤمنين عما جاء به المرسلون، وبقدر الضلالة يكون الضلال والإضلال.
وكان من هؤلاء الدجاجلة: دجيجيل عظم في نفسه وكبر، ما رأى المؤمنين فيه من خير إيمان وبر، تلجلج تائها في مفازات الضلالة، حين استقرت رحال المؤمنين في أرض النبوة والرسالة، فأخذ العهد على نفسه، متابعا إبليس لإغواء المؤمنين بحزبه ورجله وخيله وفلسه!
1 / 10
فاستعان بإخوانه من المبطلين، واستظهر بالمتلجلجين، من الروافض والعلمانيين والحداثيين، فلم يروا خيرا أحق بالهدم وضرره بالإسلام أعم وأطم: أعظم من اعتقاد أئمة الإسلام وعلمائه الأعلام، سلف الأمة ورياحين الجنة.
فجعلوها هدفهم، وجمعوا لها ما قذفته الشياطين وتنزلت به عليهم وعلى سابقيهم، ثم قلبوا شبههم، وما اجتمع لديهم من خطلهم: فوجدوها بضاعة مزجاة لا تضل طفلا من أطفال الموحدين، فكيف بفحول المهتدين؟ ! فزادوها كذبا وتحريفا وتلبيسا، عسى أن تجد من مرضى القلوب أذنا صاغية.
شبه تهافت كالزجاج تخالها ... حقا وقد سقطت على صفوان
واختاروا لعصارة كل مدحور مذموم اسم " قراءة في كتب العقائد، المذهب الحنبلي نموذجا " لأخبثهم نحلة وأفسدهم ملة، حسن بن فرحان المالكي. خصوا الحنابلة بالتسمية لمزيد عنايتهم بالسنة، واشتهارهم بنصرتها، والقيام بها، والذب عن حماها وحياضها. فكم طاعن فيها قد جندلوه بسيوفهم، وكم متكبر عليها قد أهانوه وأذلوه ببأسهم، سارت بأخبارهم تلك الركبان، وأقر بها أعداؤهم والإخوان.
[فصل في سبب كتابة هذا الرد]
فصل ولما أعرض كثير من العلماء، عما عصره واعتصره السفهاء: ظنوا أنهم قد أفحموهم! وبكيد الشياطين قد كادوهم وأرغموهم!
1 / 11
فلا يستطيعون جوابا! ولا قولا باطلا كان أم صوابا! على حد قول الأول:
سكت عن السفيه فظن أني ... عييت عن الجواب وما عييت
فعزمت على كتابة ورقات تبين ضعف، هذه التفاهات والترهات، ليعلم حزب الشيطان أن النصر والحجة لحزب الرحمن، ألم يقل الله - جل وعلا -: ﴿وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [الصافات: ١٧٣] بلا شك ولا امترى؟ !
****
1 / 12
[فصل في ذكر مقدمات قبل الشروع في الرد]
[المقدمة الأولى أن التكفير والتبديع والتضليل والتفسيق كلها أحكام شرعية]
فصل
في ذكر مقدمات قبل الشروع في الرد إحداها: أن التكفير والتبديع والتضليل والتفسيق، كلها أحكام شرعية، يطلقها أهل العلم على من استحقها بالحجة والدليل، دون امتعاض ولا حياء أو استحياء من ذلك، وإن حاول بعض الزنادقة أن يعيب أئمة الدين بهذه الأحكام! آملا أن ينجيه كلامه هذا من حكم الإسلام فيه بالكفر أو التبديع، إذا ارتكب موجباتها.
فلو طفق اليهود والنصارى وبقية الكفرة: يعيبون على المسلمين تكفيرهم لهم وتضليلهم: لم يكن للمسلمين ترك ذلك.
[المقدمة الثانية: أن الحق واحد يعرفه المهتدون بدليله من الوحي]
المقدمة الثانية: أن الحق واحد يعرفه المهتدون بدليله من الوحي، فكثرة زاعميه من المخالفين لا تجعله ملتبسا ولا خفيا إلا على من جهل الوحي، وكان سبب الهداية ودليلها عنده: الدعاوى الخالية، أو المزاعم الخاوية، أو كثرة المدعين وسوادهم، قال ﷿: ﴿قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ﴾ [سبأ: ٥٠] .
وقد زعم اليهود الاهتداء ونفوه عن النصارى، وكذلك زعم النصارى، وفعلوا باليهود ما فعله اليهود بهم من قبل! قال - سبحانه -: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ﴾ [البقرة: ١١٣] .
1 / 13
ثم عاب الله - تعالى - عليهم ذلك، وبينهم الوحي، لم يرجعوا إليه فقال: ﴿وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ﴾ [البقرة: ١١٣]، وقال سبحانه: ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [البقرة: ١٣٥] .
وقال - جل وعلا - مبينا سبب ضلال الأمم الماضية، وسبب هداية من هدى: ﴿بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ - فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ - مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ - مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [الروم: ٢٩ - ٣٢] .
[المقدمة الثالثة: أن الجهمية ومن لف لفها وقال بقولها كافر خارج من الإسلام]
المقدمة الثالثة: أن الجهمية ومن لف لفها وقال بقولها، من خلق القرآن أو تعطيل صفات الرحمن وغير ذلك، من تلك المسالك والمهالك: فهو كافر خارج من الإسلام مرتد عنه، بإجماع أئمة الإسلام.
حكى إجماعهم جماعات، وروي ذلك - ثابتا - عن عشرات بل مئات، زادت عدتهم على خمس مائة إمام من أئمة السلف، وحفاظ الإسلام.
وقد ساق أسماءهم بأقوالهم مسندة: الحافظ الكبير، ذو القدر الخطير، أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي الشافعي (ت ٤١٨ هـ) في كتابه العظيم " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة "
1 / 14
(١ / ٢٦٠ - ٣٤٢) وحكى إجماع سلف الأمة وعلمائها على ذلك.
ثم قال بعد ذلك (١ / ٣٤٤): (فهؤلاء خمس مائة وخمسون نفسا أو كثر من التابعين وأتباع التابعين، والأئمة المرضيين سوى الصحابة الخيرين، على اختلاف الأعصار، ومضي السنين والأعوام.
وفيهم نحو مائة إمام ممن أخذ الناس بقولهم، وتدينوا بمذاهبهم، ولو اشتغلت بنقل أقوال المحدثين: لبلغت أسماؤهم ألوفا كثيرة. لكني اختصرت وحذفت الأسانيد للاختصار، ونقلت عن هؤلاء عصرا بعد عصر، لا ينكر عليهم منكر، ومن أنكر قولهم استتابوه، أو أمروا بقتله أو نفيه أو صلبه. ولا خلاف بين الأمة: أن أول من قال " القرآن مخلوق ": جعد بن درهم في سني نيف وعشرين، ثم جهم بن صفوان) اهـ.
وحكى إجماعهم قبله عن هؤلاء الأئمة الأعلام أيضا: الحافظ أبو القاسم سليمان بن أيوب الطبراني (ت ٣٦٠ هـ) ﵀ في كتابه " السنة "، ولذلك أشار الإمام العالم العامل، أبو عبد الله ابن قيم الجوزية في " الكافية الشافية، في الانتصار للفرقة الناجية " بقوله:
ولقد تقلد كفرهم، خمسون في ... عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه عنهم ... بل قد حكاه قبله الطبراني
وقد ذكر مؤرخ الإسلام أبو عبد الله الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (١٢ / ٢٩٠): أن عدد من نصوا على أن " القرآن كلام الله غير مخلوق "
1 / 15
من أئمة السلف: أزيد من ثلاثمائة إمام.
وروى اللالكائي في " شرح السنة " أيضا بسنده (١ / ٢٥٣): عن عمرو بن دينار قال: (أدركت تسعة من أصحاب رسول الله ﷺ يقولون: " من قال القرآن مخلوق: فهو كافر ") اهـ وروى البخاري في كتابه " خلق أفعال العباد " في أول أثر فيه بسند صحيح قال: (حدثني الحكم بن محمد الطبري - كتبت عنه بمكة - قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: (أدركت مشايخنا منذ سبعين سنة - منهم عمرو بن دينار - يقولون: القرآن كلام الله، وليس بمخلوق) .
ورواه:
* البخاري أيضا في " تاريخه " (٢٦٦٦) بهذا الإسناد.
* واللالكائي في " شرح السنة " (٣٨٦) و(٣٩٦) .
* والبيهقي في " الأسماء والصفات " (ص ٣١٥)، و" الاعتقاد " (ص ٤٦) .
ورواه:
* الإمام أبو سعيد الدارمي في " الرد على الجهمية " (٣٤٤) .
* والبيهقي في " الأسماء والصفات " (٣١٥)، و" الاعتقاد " (ص ٣٨) .
* وابن بطة في " الإبانة الكبرى " (٢ / ٥٤٨) من طريق إسحاق بن راهويه عن سفيان عن عمرو به.
وقال اللالكائي في " شرح السنة " بعد روايته للأثر السابق (١ / ٢٦٧): (ولقد لقي ابن عيينة نحوا من مائتي نفس من التابعين من
1 / 16
العلماء، وأكثر من ثلاثمائة من أتباع التابعين، من أهل الحرمين، والكوفة، والبصرة، والشام، ومصر، واليمن) اهـ.
والمسألة مبسوطة بتفصيل، وذكر أقوال أئمة السلف فيها، في كتب معتقد أهل السنة المسندة وغيرها، مثل:
* " الرد على الجهمية " لأبي سعيد عثمان بن سعيد الدارمي (ت ٢٨٠ هـ) .
* و" رد عثمان بن سعيد، على بشر المريسي الكافر العنيد " للدارمي (ت ٢٨٠ هـ) كذلك.
* و" السنة " لابن أبي عاصم (ت ٢٨٧ هـ) .
* و" السنة " لعبد الله بن الإمام أحمد (ت ٢٩٠ هـ) .
* و" السنة " لأبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال (ت ٣١١ هـ) .
* و" الشريعة " لأبي بكر محمد بن الحسين الآجري (ت ٣٦٠) .
* و" الإبانة الكبرى " لأبي عبد الله عبيد الله بن محمد ابن بطة العكبري (ت ٣٨٧) .
* و" شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " لأبي القاسم هبة الله بن الحسن اللالكائي (ت ٤١٨ هـ) .
* و" الأسماء والصفات " لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت ٤٥٨ هـ) .
* و" الاعتقاد " له أيضا.
* و" ذم الكلام وأهله " لشيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله بن محمد بن علي الأنصاري الهروي (ت ٤٨١ هـ)، وكلها مطبوعة، وغيرها.
1 / 17
وقال الحافظ أبو العلاء الهمذاني (ت ٥٦٩ هـ) قي " فتواه في ذكر الاعتقاد وذم الاختلاف " (ص ٩٠ - ٩١): (فصل في ذكر الاعتقاد الذي أجمع عليه علماء البلاد) .
ثم روى بسنده الصحيح إلى الإمام الحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم (ت ٣٢٧ هـ) قال: (سألت أبي وأبا زرعة ﵄: عن مذاهب أهل السنة، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار: حجازا، وعراقا، ومصر، وشاما، ويمنا؟ فكان من مذهبهم:
* أن الإيمان قول، وعمل، يزيد، وينقص.
* والقرآن كلام الله غير مخلوق بجميع جهاته) .
ثم ذكر بقية معتقدهما، إلى أن قالا (ص ٩٣):
* (وأن الجهمية كفار.
* والرافضة رفضوا الإسلام.
* والخوارج مراق.
* ومن زعم أن القرآن مخلوق: فهو كافر كفرا ينقل عن الملة.
* ومن شك في كفره ممن يفهم: فهو كافر.
* ومن شك في كلام الله، فوقف فيه شاكا يقول: لا أدري مخلون أو غير مخلوق: فهو جهمي.
* ومن وقف في القرآن جاهلا: علم، وبدع، ولم يكفر.
1 / 18
* ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، أو القرآن بلفظي مخلوق: فهو جهمي) اهـ.
وممن كفر القائلين بخلق القرآن، جماعات - ذكر كثيرا منهم:
الحافظان أبو القاسم الطبراني واللالكائي كما سبق - منهم:
- علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، زين العابدين الهاشمي (ت ٩٣هـ)، - وابنه: محمد، أبو جعفر الباقر (ت ١١٤ هـ) .
- وحماد بن أبي سليمان الكوفي (ت ١٢٠ هـ) .
- وعمرو بن دينار الأثرم (ت ١٢٦ هـ) .
- وجعفر بن محمد بن علي بن الحسين (ت ١٤٨هـ) .
- والنعمان بن ثابت، أبو حنيفة الإمام (ت. ١٥٠ هـ) .
- وسفيان بن سعيد الثوري (ت ١٦١ هـ) .
- والليث بن سعد الفهمي (ت ١٧٥هـ) .
- وموسى بن أعين الجزري (ت ١٧٧ هـ) .
- ومالك بن أنس الأصبحي، الإمام (ت ١٧٩ هـ) .
- وعبد الله بن المبارك الحنظلي المروزي (ت ١٨١ هـ) .
- ويعقوب بن إبراهيم، أبو يوسف صاحب أبي حنيفة (ت ١٨٢ هـ) .
- وهشيم بن بشير، أبو معاوية السلمي (ت ١٨٣ هـ) .
- ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني (ت ١٨٣ هـ) .
- وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري (ت ١٨٥ هـ) .
1 / 19
- وإبراهيم بن محمد بن الحارث، أبو إسحاق الفزاري (ت ١٨٥ هـ) .
- وعبدة بن سليمان الكلابي (ت ١٨٧ هـ) .
- ومعتمر بن سليمان بن طرخان التيمي (ت ١٨٧ هـ) .
- ومحمد بن يزيد الواسطي (ت ١٨٨ هـ) .
- وجرير بن عبد الحميد بن قرط الضبي (ت ١٨٨ هـ) .
- ومحمد بن الحسن بن فرقد الشيباني (ت ١٨٩ هـ) .
- وعبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي (ت ١٩٢ هـ) .
- وأبو بكر بن عياش (ت ١٣٩ هـ) .
- وإسماعيل بن إبراهيم بن مقسم ابن علية البصري الحافظ (ت ١٩٣ هـ) .
- وحفص بن غياث بن طلق النخعي (ت ١٤٩هـ) .
- وعبد الوهاب بن عبد المجيد بن الصلت الثقفي (ت ١٩٤ هـ) .
- والوليد بن مسلم الدمشقي (ت ١٩٥ هـ) .
- ومحمد بن خازم السعدي، أبو معاوية الضرير (ت ١٩٥ هـ) .
- ووكيع بن الجراح (ت ١٩٦ هـ) .
- ومعاذ بن معاذ بن نصر العنبري (ت ١٩٦ هـ) .
- وسفيان بن عيينة (ت ١٩٨هـ) .
- ويحيى بن سعيد بن فروخ القطان (ت ١٩٨هـ) .
- وعبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري (ت ١٩٨ هـ) .
- وإسحاق بن سليمان الرازي الكوفي (ت ٢٠٠ هـ) .
1 / 20
- وموسى بن سليمان الجوزجاني الحنفي (ت ٢٠٠ هـ) .
- وحماد بن أسامة بن زيد، أبو أسامة القرشي (ت ٢٠١ هـ) .
- وعلي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الهاشمي، الرضى (ت ٢٠٣ هـ) .
- ومحمد بن إدريس الشافعي، أبو عبد الله الإمام (ت ٢٠٤ هـ) .
- ووهب بن جرير بن حازم الأزدي (ت ٢٠٦هـ) .
- وشبابة بن سوار الفزاري (ت ٢٠٦ هـ) .
- ومؤمل بن إسماعيل العدوي البصري (ت ٢٠٦ هـ) .
- وحجاج بن محمد الأعور المصيصي (ت ٢٠٦ هـ) .
- وهاشم بن القاسم الليثي، أبو النضر البغدادي (ت ٢٠٧ هـ) .
- وحسن بن موسى الأشيب (ت ٢٠٩ هـ) .
- وعبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني (ت ٢١١ هـ) .
- ومحمد بن يوسف بن واقد الفريابي (ت ٢١٢ هـ) .
- والضحاك بن مخلد بن الضحاك الشيباني، أبو عاصم النبيل (ت ٢١٢ هـ) .
- وعبد الله بن داود بن عامر الخريبي (ت ٢١٣ هـ) .
- ومحمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري (ت ٢١٥ هـ) .
- وعبد الأعلى بن مسهر بن عبد الأعلى الغساني الدمشقي (ت ٢١٨ هـ) .
- وعفان بن مسلم بن عبد الله الصفار (ت ٢١٩ هـ) .
1 / 21
- وإبراهيم بن موسى بن يزيد الفراء (ت ٢٢٠ هـ) .
- والقاسم بن سلام، أبو عبيد البغدادي (ت ٢٢٤ هـ) .
- ومحمد بن مقاتل المروزي (ت ٢٢٦ هـ) .
- ويحيى بن يحيى بن بكر التميمي النيسابوري (ت ٢٢٦ هـ) .
- وهشام بن عبد الملك، أبو الوليد الطيالسي (ت ٢٢٧ هـ) .
- وعبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي (ت ٢٣١ هـ) .
- ويوسف بن يحيى البويطي، صاحب الشافعي (ت ٢٣١ هـ) .
- ويحيى بن معين بن عون الغطفاني (ت ٢٣٣ هـ) .
- وعلي بن عبد الله بن جعفر المديني (ت ٢٣٤ هـ) .
- وزهير بن حرب بن شداد النسائي (ت ٢٣٤ هـ) .
- وسليمان بن داود العتكي، أبو الربيع الزهراني (ت ٢٣٤ هـ) .
- وعبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي، أبو بكر الحافظ (ت ٢٣٥ هـ) .
- وإسماعيل بن إبراهيم بن معمر، أبو معمر القطيعي (ت ٢٣٦ هـ) .
- وشيبان بن فروخ (ت ٢٣٦ هـ) .
- وعبد الأعلى بن حماد بن نصر النرسي (ت ٢٣٧ هـ) .
- وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي، ابن راهويه الحافظ (ت ٢٣٨ هـ) .
- ومحمود بن غيلان المروزي (ت ٢٣٩ هـ) .
- وعثمان بن محمد بن أبي شيبة العبسي، أبو الحسن الكوفي (ت ٢٣٩ هـ) .
- وقتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي (ت. ٢٤ هـ) .
1 / 22
- وأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، أبو عبد الله إمام أهل السنة، وحافظ الإسلام (ت ٢٤١ هـ) .
- وهناد بن السري بن مصعب الدارمي (ت ٢٤٣ هـ) .
- وهارون بن عبد الله بن مروان الحمال (ت ٢٤٣ هـ) .
- وعلي بن حجر بن إياس السعدي (ت ٢٤٤ هـ) .
- وإسحاق بن موسى بن عبد الله الأنصاري (ت ٢٤٤ هـ) .
- وهشام بن عمار بن نصير الدمشقي (ت ٢٤٥ هـ) .
- ومحمد بن رافع بن سابور القشيري النيسابوري (ت ٢٤٥ هـ) .
- ومحمد بن سليمان بن حبيب الأسدي، لوين (ت ٢٤٥ هـ) .
- ومحمد بن العلاء بن كريب، أبو كريب الهمداني (ت ٢٤٨ هـ) .
- وعبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع الوراق (ت ٢٥١ هـ) .
- ومحمد بن بشار بن عثمان العبدي، بندار (ت ٢٥٢ هـ) .
- ومحمد بن المثنى بن عبيد، أبو موسى العنزي (ت ٢٥٢ هـ)، - وأحمد بن سعيد بن صخر الدارمي (ت ٢٥٣ هـ) .
- ومحمد بن حرب النشائي (ت ٢٥٥ هـ) .
- ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت ٢٥٦ هـ) .
- وعبد الله بن سعيد بن حصين الكندي، أبو سعيد الأشج (ت ٢٥٧ هـ) .
- والحسن بن عرفة بن يزيد العبدي (ت ٢٥٧ هـ) .
- وعلي بن خشرم بن عبد الرحمن المروزي الحافظ (ت ٢٥٧ هـ) .
1 / 23
- ومحمد بن يحيى بن عبد الله الذهلي النيسابوري (ت ٢٥٨ هـ) .
- ومسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري (ت ٢٦١ هـ) .
- ويونس بن عبد الأعلى بن موسى الصدفي (ت ٢٦٤ هـ) .
- وعبيد الله بن عبد الرحمن بن يزيد، أبو زرعة الرازي (ت ٢٦٤ هـ) .
- وإسماعيل بن يحيى بن إسماعيل المزني (ت ٢٦٤ هـ) .
- ويحيى بن محمد بن يحيى الذهلي (ت ٢٦٧ هـ) .
- والربيع بن سليمان بن عبد الجبار المرادي (ت ٢٧٠ هـ) .
- ومحمد بن حماد الطهراني الرازي (ت ٢٧١ هـ) .
- ومحمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي، أبو حاتم الرازي (ت ٢٧٧ هـ) .
- وسهل بن عبد الله بن يونس التستري (ت ٢٨٣ هـ) .
هؤلاء أكثر من مائة إمام، كلهم من أئمة الإسلام، وشيوخه العظام، فضلهم ظاهر، ونور صبح خيرهم سافر.
[المقدمة الرابعة أنه ما كفر من كفر ولا ضل من ضل إلا بتعليل باطل أو تأويل فاسد]
أما التعليل الباطل: فأول من كفر به إبليس، فإن الله - سبحانه - لما أمره أن يسجد لآدم: أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ، وقال: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ [الأعراف: ١٢]، فقال سبحانه: ﴿فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ - وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ﴾ [الحجر: ٣٤ - ٣٥] .
1 / 24