Supplication in the Book of Allah

Talal ibn Mustafa Araqsos d. Unknown
53

Supplication in the Book of Allah

التوسل في كتاب الله عز وجل

Maison d'édition

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Numéro d'édition

السنة السادسة والثلاثون

Année de publication

١٢٤ - ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م.

Genres

ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ ١. ويلاحظ أنه وعدهم أن يطلب لهم المغفرة من ربه ﷿، واصفًا إياه بالغفور الرحيم، وهذا يدل على أنّه سيتوسل في استغفاره لهم بهاتين الصفتين العظيمتين من صفات ربنا ﵎. ومما يمكن أن يدرج في هذا الباب ما كان من دعاء نبي الله نوح ﵇ لابنه الضال عند ما دعاه ليركب معهم في السفينة، فأبى ذلك، وامتنع من اعتلاء الفلك لما سبق في علم الله ﷿ من شقاوته، يقول الله جل وعلا في بيان ذلك: ﴿إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ﴾ ٢. قال ابن جرير رحمه الله تعالى: “ ﴿وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبّ﴾ إنك وعدتني أن تنجيْنِي من الغرق والهلاك وأهلي، وقد هلك ابني ﴿وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ﴾ الذي لا خلف فيه ﴿وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ﴾ بالحق، فاحكم لي، بأن تفي بما وعدتني، من أن تنجي لي أهلي، وترجع ابني” ٣. وهذا الذي دل عليه كتاب الله ﷿ دلت عليه السنة أيضًا، فقد روى مسلم عن صفوان بن عبد الله - وكانت تحته الدرداء - قال: “قدمت الشام، فأتيت أبا الدرداء في منزله فلم أجده، ووجدت أم الدرداء فقالت: أتريد الحج العام؟ فقلت: نعم، قالت: فادع الله لنا بخير؛ فإن النبي ﷺ كان يقول: “دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل” قال: فخرجت على السوق، فلقيت أبا الدرداء فقال لي مثل ذلك، يرويه عن النبي ﷺ “ ٤.

١ يوسف: ٩٧-٩٨ ٢ هود: ٤٥ ٣ تفسير الطبري ١٢/٢٤٩ ٤ صحيح مسلم ٨/٨٦

1 / 61