La boîte du monde
صندوق الدنيا
Genres
قلت: أقرأ! وهل هذه كتابة؟
قال: نعم، وماذا كنت تظنها؟ إنها اسم التمثال، نهضة مصر.
قلت - وتجهمت له - اسمع يا صاحبي. لا يليق بك أن تغشني.
فراح يقسم بالله أن الأمر كما يقول، وينطق الاسم وهو يشير إلى الحروف بإصبعه. فقلت: وهل هذا خط عبد الغفار ... لا لا ... مختار. أليس كذلك؟ إن خطه قبيح جدا. إن أبلد تلميذ في بلدتنا يكتب خيرا من هذا الخط ألف مرة.
وأحسبني حيرته وأدرت له رأسه بهذه الملاحظة فقد تلعثم، وسرني جدا أن أشهد ارتباكه، وأقسمت لأمطرنه وابلا من هذه المدهشات، فلم أمهله ريثما يفكر في جواب، بل رميته بسؤال آخر عن المصرية الواقفة إلى جانب أبي الهول: وهل تعرف هذه السيدة؟
فرفع رأسه بسرعة وقال بلهفة: نعم. لا. إنها من التمثال.
فقلت: شيء جميل والله! وهل هذه أول مرة تقف فيها هذه السيدة هنا؟
فحملق في وجهي ولم يفهم وضاعت النكتة، واحتجت إلى سؤال آخر فقلت: وهل ستظل هذه السيدة واقفة هنا؟
ففتح الله عليه بهذا: يا أخي هذه ليست سيدة. إنها حجر. تمثال. ألا تفهم؟
فقلت: فهمت. فهمت ولكن أتظل هكذا؟ ألا تتعب؟
Page inconnue