94

Sun Yat-sen

سن ياتسن أبو الصين

Genres

وكل من يتصايح بتلك الدعوة فحقيقة الأمر فيه أنه طامع يمهد لاغتصاب مطمعه، فهذا تانج شيياو قابض على يونان، وهذا شاو هنجتانج قابض على هونان، وهذا لوينجتنج قابض على كوانجزي، وهذا شن شيونج منج قابض على كوانتنج ... وإنها لفدرالية عسكرية هذه التي تسيطر هنا وهناك ... ليست هي فدرالية شعب يحكم بأمره، وما في هذه الفدرالية نفع للصين، بل هي مأرب من مآرب الطامعين العسكريين.

ونعود فنقول: إن الديمقراطية التي هي مبدأ من المبادئ الثلاثة في برنامج حزب الكومنتانج لبناء الصين هي شيء غير الديمقراطية الغربية، وليس المقصود من دراسة تاريخ الغرب أن ننقل نسخة منه ونقفوا أثره ونحن مغمضون، بل نحن نستخدم مبدأ السيادة القومية حيث نعيد بناء الصين أمة لا سلطان عليها لغير الأمة، وعلينا أن نفتح لأنفسنا طريقا جديدا ولا نقتدي بغيرنا عميا عن وجوه الاختلاف، فنجني على وطننا، ونضر بحياة قومنا، فللغرب مجتمعه ولنا نحن مجتمعنا، وما عندهم من العادات والعواطف لا يشبه العادات والعواطف التي عندنا، وما من أمل لنا في إصلاح مجتمعنا وترقية شعبنا ما لم نقتبس الجديد، متوخين في اقتباسه ما يوافقنا ويلائم أحوالنا ... ... ونحن دعونا إلى تطبيق الديمقراطية حين رفعنا علم الثورة، وفكرت في الطريقة التي نحل بها المشكلة، وهي طريقة أحسبها رأيا جديدا في المذاهب السياسية وأحسب أنها حل أساسي للمشكلة كلها، وأوضح ما أعنيه فأعرض أولا ما أعنيه بطبقات المجتمع الإنساني.

فعلى أي شيء أقيم أقسام المجتمع الإنساني؟ على نصيب الفرد من الفطنة والكفاية، وبهذا ينقسم الناس إلى طوائف ثلاث:

الطائفة الأولى:

هي التي ترى مبتدئة بالرأي، وهي صاحبة الفطنة الفائقة التي تتضح لها المسائل المتشابكة من نظرة، وتلقي بالها إلى الكلمة فتتبعها بالعمل العظيم، ومن ثاقب نظرها إلى المستقبل وجليل عملها في الحضارة تتقدم الحضارة الإنسانية، هؤلاء هم الرواد الكشافون ذوو البداهة والبصيرة النافذة.

والطائفة الثانية:

هي التي تتلوها في النظر والفطنة، وليس في طاقتها أن تبتدئ وتبتدع، بل هي تحاكي وتتبع وتستفيد مما عمله السابقون لها إلى الرأي والرؤية.

والطائفة الثالثة:

هي التي لا تدرك ولا تعلم وإن حاول الآخرون تعليمها، ولكنها تعمل وتثابر على العمل، أو بعبارة أخرى، إن الطائفة الأولى هي طائفة الكشافين المستطلعين، والطائفة الثانية هي طائفة المتولين المساعدين، و الطائفة الثالثة هي طائفة المنفذين المشتغلين، ويتوقف تقدم العالم على هذه الطوائف جميعا، فلا يصح نقصان واحدة منها. وكل أمة تشرع في تطبيق الديمقراطية يجب أن تكل إلى كل فرد من أفرادها حصة: إلى الرجل الذي يبتدئ بالرأي، والرجل الذي يتبعه ويساعده، والرجل الذي لا يرى لنفسه ولكنه يعمل ويشتغل.

وعلينا أن نفهم أن الديمقراطية السياسية ليست منحة الطبيعة ولكنها اختراع الإنسان، ويلزمنا أن نخلق الديمقراطية ونعطيها الشعب ولا نتريث حتى يحارب الشعب من أجلها ويأخذها.

Page inconnue