75

La sublime spiritualité et la beauté artistique dans l'éloquence prophétique

السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية

Chercheur

أبو عبد الرحمن البحيري وائل بن حافظ بن خلف

Maison d'édition

دار البشير للثقافة والعلوم

Numéro d'édition

الأولى

النفس خفة الكذب في ساعة تصديقه، وهذا هو أكبر عمل الشعر.
وههنا سر دقيق لا يتم كلامنا إلا بشرحه؛ لنقطع القول في هذا المعنى، فيظهر حقه من باطله، قلنا آنفًا: إن النبي ﷺ ليس كغيره من بلغاء الناس؛ يتصل بالطبيعة يستملي منها، بل هو نبي مرسل متصل بمصدرها الأزلي ليملي فيها، ومعنى هذا: أنه لا يعرض له من زيغ النفس ما يعرض لغيره من الناس، فأحكم حكماء الدنيا لا يستطيع أن يتبين جزءًا صغيرًا من الكون على حقيقته؛ إذ كانت حواس الجسم غير مهيأة لذلك، ففهم جزء من الكون فهمًا صادقًا جزمًا لا يتم إلا بفهم الكون بأجمعه، فهو كله ذرة مكبرة إلى ما لا ينتهي ولا يحد، وليست النبوة شيئًا غير الاتصال بالسر.

1 / 79