68

La sublime spiritualité et la beauté artistique dans l'éloquence prophétique

السمو الروحي الأعظم والجمال الفني في البلاغة النبوية

Chercheur

أبو عبد الرحمن البحيري وائل بن حافظ بن خلف

Maison d'édition

دار البشير للثقافة والعلوم

Numéro d'édition

الأولى

قال: «فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ» (١).
فهذا ونحوه من الفن البديع النادر، وهو مع ذلك لا يأتي في كلامه ﷺ إلا في مثل ما رأيت، فلا يراد منه استجلاب العبارة، ولا صناعة الخيال، فيظن من لا يميز ولا يحقق أن خلو البلاغة النبوية من فن وصف الطبيعة والجمال والحب، دليل على ما ينكره أو يستجفيه، ويقول: بداوة وسذاجة ونحو ذلك مما تشبِّهه الغفلة على جهلة المستشرقين ومَن في حكمهم مِن ضعاف أدبائنا وجهلة كتابنا، وإنما انتفى ذلك عن النبي ﷺ؛

(١) صحيح: أخرجه الإمام مالك في "الموطإِ" [(٢/ ٩٢٩ - ٩٣٠/ ٢٣) رواية يحيى بن يحيى]، [وبرقم (٩٣٤) رواية محمد بن الحسن الشيباني]. ورواه من طريق مالكٍ: الإمامُ أحمدُ في "مسنده" (٢/ ٣٧٥، ٥١٧)، والبخاريُّ في "صحيحه" (٢٣٦٣، ٢٤٦٦، ٦٠٠٩)، وفي "الأدب المفرد" (٣٧٨)، ومسلم في "صحيحه" (٢٢٤٤)، وأبو داود في "سننه" (٢٥٥٠) من حديث أبي هريرة ﵁.

1 / 72