فقال عيسى بسرور: سيمكنني نصيبي منه من أن أعيش حياة الأعيان التي أحياها أطول مدة ممكنة. - هل تجدها حياة موفقة؟ - لعل فيها الشفاء من انقسام الشخصية الذي أعانيه.
فتساءل عباس صديق: مرض جديد؟!
فقال عيسى بعد تأمل: الحقيقة أن عقلي يقتنع أحيانا بالثورة، ولكن قلبي دائما مع الماضي، والمسألة هل يمكن التوفيق بين عقلي وقلبي؟!
فقال إبراهيم خيرت: المسألة ليست مسألة مبادئ يقتنع بها العقل، ولكن العلاقة بين الحاكم والمحكوم تتقرر بطريقة خفية كما في الحب، ويمكن أن نقول إن أظفر الحكام بقلوب المحكومين هو أعظمهم احتراما لإنسانيتهم، وليس بالخبز وحده يحيا الإنسان!
فقال عيسى بحزن: ولذلك فحتى لو حظيت بعشرات الأعمال فسوف أظل بلا عمل.
فقال عباس صديق: أهو العقل أم القلب الذي يتكلم؟!
فقال سمير عبد الباقي باسما: للقلب «عندنا» معنى مختلف كل الاختلاف.
تساءل عيسى: لم نضحك والحياة مأساة بكل معنى الكلمة؟
فقال إبراهيم خيرت: نحن نعتبر الموت ذروة المأساة، ومع ذلك فموت الأحياء أفظع ألف مرة من موت الأموات.
فضحك عباس صديق ضحكة كالفرقعة وقال: ما أنسب أن يسوقنا الحديث عن الموت إلى حديث الذرة مثلا!
Page inconnue