============================================================
عندى ان نضرب بمن صلح من الر عية من فسد منها، حدى تستقيم وتستوثق لنا، ثم لقى عدونا بمن لا نخاف دغله(1) ولا نحذر غشه؛ لأنا مضطرون إلى الحرب؛ لكون عدونا لا يرضيه إلا أخذ ما بأيدينا .
فقال رنيس الزمازمة : هذا أتفع لعدونا من جيشه وأدعى إلى طاعته من دعاته مع آنه إذا علم بحربنا ، فيما بيننا وتتاصبنا؛ ذهبت هيبتا من نفسه وبلغ فينا أمله.
وقد قالت الحكماء : أربعة من استقبلها بالعنف والردع فى أربع أحوال هلك بها: الملك فى حال غضبه، والسيل فى حال صدمته، والفيل فى حال غلمته، والعامة فى حال هيجها ومرجها.
وقالوا : ان اشبه شىء بردع العامة عند تتمرها وهيجها معاناة الجدرى(1) فى حال انبعائه الى سطح الجسد بالأطلية الرادعة .
فقال الملك : صدق الحكيم ، فقال وزير ثالث : الرأى عندى أن نطلب أولا تعين من فسدت طاعته من الرعية، فنميزه ممن سواه، ثم نرى راينا بما يقتضيه حاله من قلة او كثرة أو ضعة أو نباهة أو ضعف أو قوة ، فنقابله بما توجبه حاله من التدبيل.
افقال رنيس الزمازمة : البحث الآن عن هذا خطر عظيم؛ لأنه يوحش المريب فيحركه على اللحاق بعدونا واعتماده بالنصائح ودلالته على عورتا، واذا التحق مع عدونا قايل معه على بصيرة ليست لعدونا، وبنل جهده فى العود الى وطنه وأهله وماله، وعدونا لا يقاتلنا على مل ذلك، وربما لم ينفصل عنا المريب بل يعادينا بعوضعه ويكاشفنا ، ويتكثر علينا بشكله من الرعية فينصره ال وان لم يكن علىمثل رأيه لعلة مشاكلته له، كما أن الكلبين لا يمنعهما تعابيهما وتهارشهما(1) من التعاون على الننب إذا أبصراه ، ولا يلتفتان إلى تحقق الذتب فى الخلق الكلبى ، ولكنهما ينافرانه ويصطلحان فى التعاون عليه، نظرا إلى خصيصى توحشه وأنفته وجرأته، فكذلك العامى لا ينظر إلى الملى (1) افساده.
2) الجدرى : مرض يسبب بثورا حمرا بيض الرؤوس تشر فى البدن وتتقيح سريعا وهو يد العدوى.
2) أى تحرش بعضهما ببعض.
Page 88