============================================================
الإقدام فى المعارك، ولا يراد من الملك الإقدام فى المكافحة، فان نلك من الملوك تهور وطيش وتغريد، وإنما شجاعة الملى ثباته حتى يكون قطبا الحاربين، ومعقلا للمنهزمين، وهذا مادام بحضرته من يفق ندبه عنه ودفاعه دونه وحمايته له.
فلقد ذكرت الفرس : أن فيلا اغتلم (1) ، أى هام شبقا(2)، فدخل قصر كسرى انوشروان(1)، والفيل إذا اغلم انكر سواسه ولم يثبت له شىء إلا أتى عليه، قالوا : وإن ذلك الفيل قصد مجلسا كان فيه كسرى ومعه جماعة من كفاة اصحابه؛ فلما راى النين مع كسرى أن الفيل قد قصدهم فروا من المجلس وثبت كسرى على سريره وثبت معه رجل من آساورته كان مكينا عنده يثق بثاته، فقام ذلك الأسوار بين يدى سرير كسرى وبيده طبرزين وقصده الفيل فثبت له حتى غشيه فضربه بالطبرزين(2) على فنطسته(5)، فكر الفيل راجعا من حيث جاء، وقد نالت منه الضربة منالا شديدا، وكسرى فى هذا كله لم يتخلخل عن مجلسه ولا تغيرت هينته ولا فارقته آبهته .
فهذه غاية للشجاعة المطلوبة من الملك، فإذا لم يكن بحضرة الملك من يثق بفعه عنه، حسن حينذ منه آن يذب عن نفسه، إما بالاقدام على العدو ان غعلب على ظنه الامتاع منهم بالاقدام عليهم، أو بانهزامه ان اتاه مالا قبل له به وأشفق من عطب رعيته بهلكه .
كما حكى آن موسى الهادى (1) كان يوما فى بستان ومعه أهل بيته وبطانته اا وهو راكب على حمار وليس معه سلاح، فدخل عليه حاجبه فأخبره أن رجلا ال من الخوارج جىء به اسيرا، وكان الهادى حريصا على الظفر به فأمر بإيخاله (1) ثار فى شهوة .
(2) الشبق : شدة الرعبة والشهوة .
(2) كسرى أنوشروان : ملك من أسرة الساسانيين ، حكم فارس وله العديد من الإصلاحات ، اشتهر بعد له وبثراثه وفخامة قصوره حتى ضربت به العرب المل فى الثراء، له العديد من الاتتصارات على الروم واستولى على اليمن . البداية والنهاية (167/2) (4) الطبرزين : آلة شبيهة بالفاس .
(5) أى على انفه (خرطومه) 2) مرسى الهادى: لعباسى بر المهدى وهو الخليفة العباسى الرابع، وهو آخو الخليفة الرشيد . توفى عام (170ه) . البداية والنهاية (153/10)
Page 80