La marche pour comprendre les états des rois

al-Maqrizi d. 845 AH
41

La marche pour comprendre les états des rois

السلوك لمعرفة دول الملوك

Chercheur

محمد عبد القادر عطا

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨هـ - ١٩٩٧م

Lieu d'édition

لبنان/ بيروت

مِنْهَا مُدَّة وُقُوع اسْم السلطنة عَلَيْهِ اثْنَتَا عشرَة سنة وَأَرْبَعَة أشهر، قاسي فِيهَا من الحروب وَاخْتِلَاف الْأُمُور مَا لم يقاسه غَيره. وأقيم بعده ابْنه ملكشاه بن بركياروق، وعمره أَربع سِنِين وَثَمَانِية أشهر، ولقبه جلال الدولة، وَقَامَ بأَمْره الْأَمِير أياز الأتابك إِلَى أَن قتل فِي ثَالِث عشر جمادي الْآخِرَة، بَعْدَمَا سلم أَمر الدولة إِلَى السُّلْطَان مُحَمَّد بن ملكشاه بن ألب أرسلان. فَقَامَ مُحَمَّد بِأَمْر المملكة إِلَى أَن مَاتَ، فِي رَابِع عشري ذِي الْحجَّة سنة إِحْدَى عشرَة وَخَمْسمِائة، عَن سِتّ وَثَلَاثِينَ سنة وَأَرْبَعَة أشهر، مِنْهَا مُدَّة اجْتِمَاع النَّاس عَلَيْهِ اثْنَتَا عشرَة سنة وشتة أشهر، وَلَقي مشاق وأخطار كَثِيرَة فأقيم بعده ابْنه مَحْمُود بن الْحَارِث سنجر بن ملكشاه بن ألب أرسلان وقاتله، فَانْهَزَمَ مِنْهُ مَحْمُود، خطب لنسجر بِبَغْدَاد فِي سادس عشرى جمادي الأول سنة ثَلَاث عشرَة وَخَمْسمِائة، وَقطعت خطْبَة مَحْمُود، ثمَّ اصطلحا وَجعل سنجر ابْن أَخِيه مَحْمُودًا ولي الْعَهْد بعده، وَكتب إِلَى جَمِيع الْأَعْمَال الَّتِي بيدهك بِأَن يخْطب للسُّلْطَان مَحْمُود بعده، وَأعَاد جَمِيع مَا أَخذ من الْبِلَاد، فَخَطب لَهما بِبَغْدَاد وَغَيرهَا. وَعَاد سنجر إِلَى ولاتيه، وَاسْتمرّ مَحْمُود فِي السلطنة، فتنكر الْحَال بَينه وَبَين الْخَلِيفَة المسترشد بِاللَّه واقتتلا، ثمَّ اصطلحا فِي عَاشر شهر ربيع الآخر سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَار مَحْمُود عَن بَغْدَاد، وَولى عماد الدّين زنكي بن آقسنقر شحنكيتها، ثمَّ نَقله إِلَى الْموصل، وأضاف إِلَيْهِ الجزيرة، فاشتدت وطأته بهَا حَتَّى ملك حلب أول الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين، ثمَّ ملك حماة وعدة حصون بِالشَّام. وَمَات السُّلْطَان مَحْمُود فِي شَوَّال سنة خمس وَعشْرين وَخَمْسمِائة بهمذان عَن سبع وَعشْرين سنة، مِنْهَا ولَايَته السلطنة اثْنَتَيْ عشرَة سنة وَتِسْعَة أشهر وَعشْرين يَوْمًا، فَأقْعدَ بعده فِي

1 / 142