La marche pour comprendre les états des rois

al-Maqrizi d. 845 AH
25

La marche pour comprendre les états des rois

السلوك لمعرفة دول الملوك

Chercheur

محمد عبد القادر عطا

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨هـ - ١٩٩٧م

Lieu d'édition

لبنان/ بيروت

على مَنَابِر الْعرَاق والأهواز فَكتب الْقَائِم إِلَى السُّلْطَان طغرلبك بن مِيكَائِيل بن سلجوق التركماني، أول مُلُوك بني سلجوق، فَقدم بَغْدَاد وفر مِنْهُ البساسيري بِمن مَعَه من الأتراك، وانتمى إِلَى الْمُسْتَنْصر بِاللَّه معد بن الظَّاهِر الفاطمي صَاحب مصر، فأمده بالأموال حَتَّى أَخذ بَغْدَاد، وَقطع مِنْهَا دَعْوَة بني الْعَبَّاس، وخطب للمستنصر بهَا نَحْو سنة، والقائم مَحْبُوس، ثمَّ قدم طغرلبك وَأعَاد الْقَائِم إِلَى الْخلَافَة، وَقتل البساسيري، وتحكم فِي سَائِر الْأُمُور، فَلم يزل الْقَائِم فِي الْخلَافَة حَتَّى مَاتَ وَله أَربع وَأَرْبَعين سنة وَثَمَانِية أشهر وَكَانَ دينا خيرا كثير الصَّلَاة، إِلَّا أَنه كَانَ كثير الإصغاء إِلَى من يُشِير عَلَيْهِ، فاتفق أَن وزر لَهُ رجل من سوقة بَغْدَاد يعرف بِابْن السلَّة، فَحسن لَهُ مَجِيء الغز لِأَنَّهُ كَانَ منحرفا عَن الشِّيعَة، فكاتبهم الْقَائِم، فَلَمَّا جَاءُوا كَانَ من أَمرهم وَأمر البساسيري مَا كَانَ. وَقَامَ من بعده الْمُقْتَدِي بِأَمْر الله عبد الله بن ذخيرة الدّين مُحَمَّد بن الْقَائِم، فَلم يكن لَهُ سوى الِاسْم، لَا يتَعَدَّى حكمه بَابه، وَالتَّدْبِير إِلَى ملك شاه بن عضد الدولة، وَأقَام على ذَلِك تسع عشرَة سنة وَثَمَانِية أشهر غير يَوْمَيْنِ، وَقيل إِلَّا خَمْسَة أَيَّام، وأقيم بعده ابْنه المتسظهر بِاللَّه أَحْمد فَأَقَامَ مَحْكُومًا عَلَيْهِ خمْسا وَعشْرين سنة، وَقيل أَرْبعا وَعشْرين سنة وَثَلَاثَة أشهر وواحدا وَعشْرين يَوْمًا، وَمَات. وَفِي أَيَّامه أَخذ الفرنجة بَيت الْمُقَدّس من الْمُسلمين. وَاسْتمرّ ملكهم بِهِ. وَقَامَ من بعده ابْنه المسترشد بِاللَّه الْفضل بن أَحْمد وَقتل بعد سبع عشرَة سنة وَسِتَّة أشهر وَعشْرين يَوْمًا. فَقَامَ بعده ابْنه الراشد

1 / 126