188

La marche pour comprendre les états des rois

السلوك لمعرفة دول الملوك

Enquêteur

محمد عبد القادر عطا

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨هـ - ١٩٩٧م

Lieu d'édition

لبنان/ بيروت

سنة سِتّ وسِتمِائَة فِيهَا خرج الْعَادِل من دمشق يُرِيد محاربة الكرج وَمَعَهُ الْمُلُوك من بني أَيُّوب. وهم الْملك الْمَنْصُور صَاحب حماة وَالْملك الْمُجَاهِد صَاحب حمص وَالْملك الأمجد صَاحب بعلبك وَأرْسل إِلَيْهِ الْملك الظَّاهِر غَازِي صَاحب حلب جَيْشًا فَنزل الْعَادِل حران وأتته النجدات مَعَ ولديه الْملك الأوحد صَاحب خلاط وميافارقين وَالْملك الْأَشْرَف مُوسَى وَغَيرهمَا فاستولى على نَصِيبين ونازل سنجار وَبهَا الْملك قطب الدّين مُحَمَّد بن زنكي فَكَانَت بَينهمَا عدَّة وقائع بعث فِي أَثْنَائِهَا صَاحب سنجار إِلَى الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين الله وَإِلَى الْملك الظَّاهِر غَازِي صَاحب حلب وَإِلَى كيخسرو بن قلج أرسلان صَاحب الرّوم وَغَيرهم يستنجد بهم على الْعَادِل فَمَال إِلَيْهِ عدَّة من الْمُلُوك عونا على الْعَادِل ففارقه عدَّة مِمَّن كَانَ مَعَه على حِصَار سنجار ودسوا إِلَى جمَاعَة من أَصْحَابه الدسائس ففسدت أَحْوَاله وَقدم عَلَيْهِ رَسُول الْخَلِيفَة وَهُوَ هبة الله بن الْمُبَارك بن الضَّحَّاك يَأْمُرهُ بالرحيل فَقَالَ لَهُ عَم الإِمَام الْخَلِيفَة النَّاصِر: قَالَ لَك بحياتي ياخليلي ارحل. فَعَاد الْعَادِل إِلَى حران وَتَفَرَّقَتْ العساكر عَنهُ. وفيهَا حصلت بَين الْعَادِل وبن وزيره الصاحب ابْن شكر منافرة أوجبت غَضَبه وسفره فِي الْبَريَّة فَركب الْمَنْصُور صَاحب حماة وفخر الدّين جهاركس صَاحب بانياس حَتَّى لحقاه فِي رَأس عين وقدما بِهِ على الْعَادِل فَرضِي عَنهُ وَمن حِينَئِذٍ انحطت مَنْزِلَته. وفيهَا مَاتَ الْملك الْمُؤَيد نجم الدّين مَسْعُود بن صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب بِرَأْس عين وَقيل إِنَّه سم فَحمل إِلَى حلب ليدفن بهَا. وفيهَا عَاد الْملك الْعَادِل إِلَى دمشق. وفيهَا ولي الْأَمِير المكرم بن اللمطي قوص فِي ذِي الْقعدَة.

1 / 289