116

La marche pour comprendre les états des rois

السلوك لمعرفة دول الملوك

Enquêteur

محمد عبد القادر عطا

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٨هـ - ١٩٩٧م

Lieu d'édition

لبنان/ بيروت

سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة وَدخلت سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَالسُّلْطَان بالخروبة على حِصَار الفرنج وقدمت عَسَاكِر الْمُسلمين من الشرق وَمن بَقِيَّة الْبِلَاد فَرَحل من الخروبة لِاثْنَتَيْ عشرَة بقيت من ربيع الأول إِلَى تل كيسَان وتتابع مَجِيء العساكر. وكملت أبراج الفرنج الثَّلَاثَة الَّتِي بنوها تجاه عكا فِي مُدَّة سَبْعَة أشهر حَتَّى علت على الْبَلَد وامتلأت بِالْعدَدِ وَالْعدة وطموا كثيرا من الخَنْدَق وضايقوا الْبَلَد. وَاشْتَدَّ خوف الْمُسلمين واشتدت الْحَرْب بَين الْفَرِيقَيْنِ حَتَّى احترقت الأبراج الثَّلَاثَة وَخرج أهل عكا مِنْهَا فنظفوا الخَنْدَق وسدوا الثغر وغنموا مَا كَانَ فِي الأبراج من الْحَدِيد فَتَقووْا بِهِ. وَكَانَ بَين أسطول المصريين وَبَين مراكب الفرنج عدَّة معارك فتل فِيهَا كثير من الفرنج. وَدخل ملك الألمان بجيوشه إِلَى حُدُود بِلَاد الْإِسْلَام وَقد فني مِنْهُم كثير فواقعهم الْملك عز الدّين قلج بن أرسلان السلجوقي فانكسر مِنْهُم فلحق بِهِ الفرنج إِلَى قونية وهاجموها وأحرقوا أسواقها وَسَارُوا إِلَى طرسوس يُرِيدُونَ بَيت الْمُقَدّس واسترجاع مَا أَخذ مِنْهُم السُّلْطَان من الْبِلَاد والحصون فَمَاتَ بهَا ملكهم. وَقَامَ من بعده ابْنه فَسَار إِلَى أنطاكية. وَندب السُّلْطَان كثيرا مِمَّن كَانَ مَعَه على حَرْب

1 / 217