La conduite dans les rangs des savants et des rois
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Chercheur
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Numéro d'édition
الثانية
من المصنفات فِي مناقبه وأحواله نَحْو ثَلَاثَة عشر مصنفا من ذَلِك لداود الظَّاهِرِيّ مُصَنف هُوَ مجلدان قلت وَرَأَيْت للفخر الرَّازِيّ مجلدا ضمنه ذَلِك أَيْضا وللزمخشري جَار الله مُصَنف اخْتصَّ بشرح أَلْفَاظ صدرت عَنهُ سَمَّاهُ شافي العي من كَلَام الشَّافِعِي
وَذكر الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق أَن رجلا وقف على مجْلِس أبي ثَوْر وَقَالَ لَهُ أصلحك الله سَمِعت يَقُول قولا عَظِيما قَالَ أَبُو ثَوْر مَا هُوَ قَالَ إِن الشَّافِعِي أفقه من الثَّوْريّ فَقَالَ أَبُو ثَوْر أَنْت سمعته يَقُول ذَلِك قَالَ نعم ثمَّ ولى الرجل فَقَالَ أَبُو ثَوْر هَذَا استنكر أَن يَقُول الشَّافِعِي أفقه من الثَّوْريّ وَهُوَ عِنْدِي أفقه من الثَّوْريّ وَالنَّخَعِيّ وَلم يكن مُحَمَّد بن الْحسن يعظم أحدا من أهل الْعلم تَعْظِيمه للشَّافِعِيّ وَقد جَاءَهُ يَوْمًا فوافاه قد ركب فحين رَآهُ مُحَمَّد نزل واستقبله وَأخذ بِيَدِهِ ودخلا الْمنزل وَلم يفترقا غَالب يومهما وَلم يكد يَأْذَن لأحد فِي الدُّخُول عَلَيْهِمَا وَقَالَ أحد أَصْحَاب الإِمَام أَحْمد بن حَنْبَل رَأَيْت أَحْمد فِي الْحرم عِنْد الشَّافِعِي فَقلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله هَذَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة فِي نَاحيَة الْمَسْجِد يحدث فَقَالَ إِن هَذَا يفوت وَذَاكَ لَا يفوت قَالَ وَقلت لَهُ مرّة يَا أَبَا عبد الله تتْرك حَدِيث سُفْيَان وعلوه وتمشي خلف بغلة هَذَا الْفَتى وَقد سمع مِنْهُ فَقَالَ لَو عرفت لقعدت من الْجَانِب الآخر إِن علم سُفْيَان إِن فَاتَنِي بعلو أَدْرَكته بنزول وَإِن عقل هَذَا الشَّاب إِن فَاتَنِي لم أدْركهُ لعلو وَلَا نزُول وَقَالَ الْكَرَابِيسِي مَا كُنَّا نَدْرِي مَا الْكتاب وَلَا السّنة والأولون كَذَلِك حَتَّى سمع من الشَّافِعِي الْكتاب وَالسّنة وَالْإِجْمَاع فجزاه الله عَن الْمُسلمين خيرا وَقَالَ يُونُس كَانَ الشَّافِعِي يضع كتابا من غدْوَة إِلَى الظّهْر من حفظه من غير أَن يكون بِيَدِهِ أصل وَقَالَ الرّبيع كَانَ الشَّافِعِي إِذا حدث كَأَنَّمَا يقْرَأ سُورَة من الْقُرْآن
1 / 155