La conduite dans les rangs des savants et des rois
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Chercheur
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Numéro d'édition
الثانية
السُّجُود وَكَانَ الْقُرَّاء من أهل صنعاء إِنَّمَا يقرأون عَلَيْهِ وَكَانُوا حِين يَنْصَرِفُونَ عَن الْجَامِع بعد عصر الْجُمُعَة يقصدونه إِلَى دَاره وَهِي بِالْقربِ من الْجَامِع وَكَانَ الْخُشُوع عَلَيْهِم ظَاهرا وَأثر السُّجُود فِي وُجُوههم فَإِذا أَتَوا دَاره وجدوه قَاعِدا فيسلمون عَلَيْهِ ويقعدون إِلَى جنبه
وَلما وصل كتاب الْحجَّاج إِلَى أَخِيه يَأْمُرهُ فِيهِ أَن يقْرَأ الْعلم على أعلم من يجده فِي صنعاء سَأَلَ عَن ذَلِك فَقيل لَهُ وهب فَأرْسل إِلَيْهِ فَلَمَّا أَتَاهُ أعلمهُ بِكِتَاب أَخِيه ثمَّ شرع يقْرَأ عَلَيْهِ وَقَالَ افْتقدَ النَّاس بِالْمَوْعِظَةِ وخوفهم سطوة الله ونقمته فَكَانَ يفعل ذَلِك ثمَّ إِن مُحَمَّد بن يُوسُف أشرك مَعَه عبد الرَّحْمَن بن يزِيد فَكَانَا يتعاقبان ذَلِك من وعظ صباحا أعقبه الآخر عشَاء ثمَّ إِن وهب استعفى من ذَلِك فأعفي
وَكَانَ مَعَ علمه عابدا يُقَال أَقَامَ أَرْبَعِينَ سنة أَو عشْرين يُصَلِّي الصُّبْح بِوضُوء الْعشَاء وَلَقي عَطاء الْخُرَاسَانِي فَقَالَ يَا عَطاء أخْبرت عَنْك أَنَّك تحمل علمك إِلَى أَبْوَاب الْمُلُوك وَأَبْنَاء الدُّنْيَا وَيحك يَا عَطاء تَأتي بَاب من يغلق عَنْك بَابه وَيظْهر لَك فقره ويواري عَنْك غناهُ وَتَدَع من يفتح لَك بَابه وَيظْهر لَك غناهُ وَيَقُول ادعني استجب لَك وَيحك يَا عَطاء أَرض بالدون من الدُّنْيَا مَعَ الْحِكْمَة وَلَا ترض بالدون من الْحِكْمَة مَعَ الدُّنْيَا وَيحك يَا عَطاء إِن كَانَ يُغْنِيك مَا يَكْفِيك فَإِن أدنى مَا فِي الدُّنْيَا يَكْفِيك وَيحك يَا عَطاء إِنَّمَا بَطْنك بَحر من البحور وواد من الأودية وَلَيْسَ يملأه إِلَّا التُّرَاب
وَقَالَ إِن فِي الألواح الَّتِي قَالَ الله تَعَالَى وكتبنا لَهُ فِي الألواح من كل شَيْء يَا مُوسَى اعبدني وَلَا تشرك معي شَيْئا من أهل السَّمَاء وَلَا من أهل الأَرْض فَإِنَّهُم خلقي كلهم وَإِنِّي إِذا أشركت بِي غضِبت وَإِذا غضِبت لعنت واللعنة مني تدْرك الْوَلَد الرَّابِع وَإِذا أَطَعْت رضيت وَإِذا رضيت باركت وَالْبركَة تدْرك الْأمة بعد الْأمة وَقَالَ الصَّدَقَة تدفع ميتَة السوء وتزيد فِي الْعُمر وتزيد فِي المَال وَذكر أهل النُّجُوم يَوْمًا وَقَالَ إِن
1 / 101