La conduite dans les rangs des savants et des rois
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Chercheur
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Numéro d'édition
الثانية
السّنة وَترك مَذْهَب أَبِيه فأعجب النَّاس ذَلِك وأحبوا ودانوا لَهُ فَدخل عَلَيْهِ أَخ لَهُ اسْمه جَعْفَر فَنَهَاهُ عَمَّا فعل وقبحه عَلَيْهِ فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ وَخرج عَنهُ مغضبا وَقصد الْمهْدي إِلَى القيروان فَوَجَدَهُ قد توفّي وَقَامَ بعده ابْنه الْقَائِم وَذَلِكَ سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وثلثمئة أَعنِي موت الْمهْدي وَقيام الْقَائِم فَلبث ابْن مَنْصُور عِنْده ثمَّ إِن أَخَاهُ قتل أهل مَذْهَب أَبِيه وشردهم حَتَّى لم يبْق حوله إِلَّا من لَا يعرف وَبَقِي فِي الْبَلَد جمَاعَة قَلِيلُونَ يكاتبون بني عبيد بن مَيْمُون إِلَى القيروان ثمَّ إِن ابْن مَنْصُور خرج من مسور إِلَى عين محرم الْمَذْكُورَة أَولا وكاتبه رجل من بني العرجى سلاطين تِلْكَ النَّاحِيَة واستخلف الَّذِي ينْسب مسور إِلَيْهِ فَيُقَال مسور المنتاب فَلَمَّا صَار بِعَين محرم وثب عَلَيْهِ ابْن العرجي فَقتله وَحين سمع ابْن عبد الحميد ذَلِك أخرج من بَقِي مَعَه بمسور من أهل مَنْصُور وَحرمه إِلَى جبل أعشب فَوَثَبَ النَّاس عَلَيْهِم ينهبون ويسلبون وَيقْتلُونَ ثمَّ حصل بَين ابْن العرجى وَابْن عبد الحميد اتِّفَاق واقتسما الْبِلَاد وَرجع ابْن عبد الحميد عَن مَذْهَب مَنْصُور وابتنى جَامعا وَعمل منبرا وتابع الْخطْبَة لبني الْعَبَّاس وَجعل يتتبع القرامطة حَيْثُ سمع بهم حَتَّى أفناهم وَلم يبْق مِنْهُم غير شريذمة قَليلَة بِنَاحِيَة مسور كاتمين أَمرهم مقيمين ناموسهم بِرَجُل يُقَال لَهُ ابْن رَحِيم وَمَات ابْن عبد الحميد وَقَامَ بعده ابْنه المنتاب وَكَانَ ابْن رَحِيم حازما لَا يكَاد يعرف أَيْن قراره خوفًا أَن يغتاله المنتاب أَو غَيره من أهل السّنة وَهُوَ مَعَ ذَلِك يُكَاتب أَوْلَاد الْمهْدي إِلَى القيروان وَإِلَى مصر
1 / 214