La conduite dans les rangs des savants et des rois
السلوك في طبقات العلماء والملوك
Chercheur
محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي
Numéro d'édition
الثانية
ومئتين مدَّته أَربع عشرَة سنة وَتِسْعَة أشهر وَأَنه قدم من جِهَة المتَوَكل وهروبه وَأَن المتَوَكل قتل عقب ذَلِك وَهُوَ لثلاث خلون من شَوَّال سنة تسع وَأَرْبَعين ومئتين مدَّته أَربع عشرَة سنة وَتِسْعَة أشهر وَتِسْعَة أَيَّام ثمَّ قَامَ بِالْأَمر ابْنه مُحَمَّد الْمُنْتَصر وَهُوَ الَّذِي دس على قتل أَبِيه فَلم تطل مدَّته بل توفّي بعد سِتَّة أشهر من قِيَامه بربيع الأول سنة ثَمَانِي وَأَرْبَعين ومئتين ثمَّ قَامَ بِالْأَمر ابْن عَمه أَحْمد بن مُحَمَّد بن المعتصم الملقب بالمستعين فولي ثَلَاث سِنِين إِلَى أَن قتل فِي شعْبَان سنة خمس وَخمسين ومئتين مدَّته ثَلَاث سِنِين وَسَبْعَة أشهر
ثمَّ قَامَ بِالْأَمر بعده خير العباسيين أَبُو عبد الله مُحَمَّد الْمُهْتَدي بن الواثق الْمَذْكُور أَولا فَكَانَ خير خلفاء بني الْعَبَّاس سيرة حَتَّى أَن كثيرا من الْعلمَاء يعدونه خَليفَة لحسن سيرته وَجَمِيل طَرِيقَته وَكَانَ كثير الِاقْتِدَاء بسيرة عمر بن عبد الْعَزِيز وَيَقُول لأَهله وخواصه دَعونِي يَا بني الْعَبَّاس أكون فِيكُم كعمر بن عبد الْعَزِيز فِي بني أُميَّة وَلم يسكن بَغْدَاد بل مَدِينَة سر من رأى
وَأخرج عَنْهَا المغنين والمغنيات وَقَالَ لَا يجاورني فِيهَا من تحققت فِيهِ مَعْصِيّة لله ثمَّ بَاعَ مَا فِي خَزَائِن الْمُلُوك من آلَات اللَّهْو والطرب وَكَانَ لَا يَأْخُذ من بَيت المَال إِلَّا مَا لَا بُد لَهُ مِنْهُ ولولدين لَهُ وأخباره مستقصاة فِي التواريخ وَلم تطل مدَّته بل قتل بالشهر الْحَادِي عشر من خِلَافَته وَذَلِكَ فِي رَجَب سنة سِتّ وَخمسين ومئتين
وَفِي أَيَّامه ظهر صَاحب الزنج وَكَانَ من فساق الْخَوَارِج يَدعِي أَنه علوي وَلم يُوجد لذَلِك صِحَة بل ثَبت أَنه عجمي من صناع الرّيّ ذكر ذَلِك صَاحب زهر الْآدَاب
1 / 198