============================================================
في هذا الوسط الجميل الذي تحيط به غابات النخيل الباسقات من كل جهة ترعرع الطفل عبدالرحمان بين أسرة شريفة الأصل طيبة المنبت صفتها المحافظة والتدين ودينها الجد في تحصيل العلم وبثه للطلبة المتعطشين.
تلمه وشيوخه: لذلك وجهه والده منذ صغره لحفظ القرآن الكريم في جامع البلدة ابنطيوس" فأخذ الطفل ينهل من معين الدستور السماوي العذب عن طريق مقريء الصبيان حتى أتم حفظه كاملا، وكم كان سرور الوالد كبيرا حينما اجتاز ابنه العقبة الأولى في طلب العلم مما جعله يضمه إلى جملة الطلبة الذين يدرسون عليه في جامع البلدة.
أخذ عبدالرحمان عن والده العالم المدرس محمد الصغير علوما شرعية كثيرة منها لاعلم الفرائض والمواريث"، ودرس أيضا على شقيقه الشيخ أحمد الأخضري الأكبر منه سنا والمتصف بالورع والزهد مثل أبيه.
ولعل الوالد لم يقنع بالقدر الذى حصل عليه ابنه عبدالرحمان من العلم لذلك أرسله إلى "قسنطينة" وهناك مكث مدة درس فيها على الشيخ عمر بن الكماد المعروف لبالوزان" المتوفى سنة 960ه، وقد بلغ هذا الشيخ القسنطيني مبلغا كبيرا من العلم مما جعل المنجور المغربي يقول عنه: اكان آية يبهر العقول في تحقيق فنون المنقول والمعقول من عباد الله الصالحين"، وذكر الدكتور أبو القاسم سعد الله: أنه من مشائخ الأخضري، وعبدالرحمان بن القرون أحد صالحي بلدة اليشانة" التابعة لولاية "بسكرة".
وكما نص الشيخ أحمد بن داود في رسالته "العقد الجوهري" على آن الأخضري درس مدة من الزمن في جامع الزيتونة "بتونس" إلا آنها رواية يتيمة لا نستطيع تأكيدها ولا ردها في نفس الوقت.
تبوغه في العلم: كان الشاب عبدالرحملن الأخضري شغوفا بالعلم إلى حد الهيام مقبلا عليه إقبال العاشق المتيم مكبأ على التعلم والتحصيل فامتلك بذلك ملكة
Page 7