============================================================
معرضون عن الدرجات العليا مسابقون فيه إلى هواهم ليوقعهم في أهوى المهاوي وأسوأ المساويء، وليس له متفكر في هادم اللذات ولا تأهب فيما بعد الممات كأنهم في الدنيا مخلدون، وهم للفناء مشاهدون يخدم الواحد هم طول عمره على منفعة ساعة ويضيع منفعة الأبد فما أشنعها من إضاعة، فلو استيقظ هذا النائم ونظر بعين قلبه وفكر فيه آل أمره لسارع للطاعة واشتغل بالسنة، والجماعة لكن كثر ذنبه وقسا قلبه وظهر عيبه فخذله ربه فلم تنفع فيه موعظة ولا صار من أهل اليقظة إن كان قبل هذا الزمان عبدة الأوثان فأهل هذا الزمان عبدة الشيطان شاع الشر وانتشر لقرب هجوم الأيات الكبرى: اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه ولا تجعلنا ممن اتخذ إلهه هواه، واحشرنا في زمرة أوليائك وجملة أصفيائك يوم لا يستغنى إلا بك يوم لا ملجأ منك إلا اليك، يوم لا خير إلا لديك، وأعنا على هذا الزمان الصعب الذي كسفت فيه شموس الحق وشاع فيه ظلام الباطل بين الخلق وسد الأفق دخان الهوى وانتشر في الأقاليم واستوى فلا حرص ولا حزن إلا على الدنيا ترى الواحد إذا ضيع من الدنيا مثقال حبة تأسف عليه وتحير وتكدر قلبه وتغير، ويضيع من خير الآخرة ما لا نسبة الدنيا بحذافيرها منه فلا يخطر له ذلك ببال وما ذلك من علامة الخذلان والضلال ومن علامات الخسران والنكال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، زماننا هذا هو الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام: "لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمهه(1). اللهم وفقنا لاتباع السنة يا ذا الفضل والمنة وأسعدنا بلقائك بلا محنة، وصلى الله وسلم وبارك على يدنا محمد وعلى اله وصحبه.
م الصلاة والسلام سرمدا على رسول الله خير من هدى واله وصبه النقاة السال كين سبل النجاة (1) الحديث في كتاب مطابقات الإختراعات العصرية لأبي الفيض صديق القماري ص 131 ط: القاهرة.
Page 122