La Paix de Hasan

Radi Al Yasin d. 1371 AH
69

للحسن ابن رسول الله (ص) وقد بايعه المسلمون في آفاق الارض بما فيهم صحابة الرسول وأهل بيته وخاصته وجميع المعنيين باسلاميتهم : « اني اكبر منك سنا واقدم منك وأطول منك ..!! ».

وهل تجد في دنيا الحجاج ، أبلغ من هذا المنطق في اعلان العجز عن الحجة؟.

وكاتبة ثانية ، ولكنه حاول في هذه المرة ، التهديد بالاغتيال والاغراء بالاقوال ، وكأنه عرف الحسن على غير حقيقته ، فاسف الى مثل هذا الاسلوب المبتذل الذي لا يخاطب به مثله ، قال :

« اما بعد ، فان الله يفعل في عباده ما يشاء. لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب ، فاحذر ان تكون منيتك على أيدي رعاع من الناس ، وايأس من أن تجد فينا غميزة!! ثم الخلافة لك من بعدي ، فأنت أولى الناس بها والسلام (1)».

وكان جوابه الاخير الذي جبه رسولي الحسن اليه ، وهما جندب بن عبد الله الازدي والحرث بن سويد التيمي أنه قال لهما : « ارجعا فليس بيني وبينكم الا السيف! (2)».

وهكذا ابتدأ معاوية العدوان ، وخرج عامدا على طاعة الخليفة المفروضة طاعته عليه ، الخليفة الذي لم يخالف على بيعته أحد من المسلمين غيره وغير جماعته من جند الشام الذين صقل قرائحهم على الخلاف ، ورباهم على رأيه ، وحبسهم عن الاختلاط بغيرهم ، فكانوا حقا ، كما وصفهم صعصعة بن صوحان العبدي حين سأله معاوية عنهم فقال : « أطوع الناس لمخلوق وأعصاهم للخالق ، عصاة الجبار وحلفة الاشرار (3)».

Page 88