127

بعض الانباء فأوغلت في النكاية بعبيدالله حتى قالت « انه مر بالراية (1)».

وهيأت هذه الحركة العدوة جوا لتمرد خبيث ، نشبت عدواه في قوافل اخرى من اجيش ، فنشطوا للفرار وهم يحسبون ان في اتباع اهل الشرف والبيوتات مغنما يخسرونه اذا تخلفوا عنهم.

وعمل معاوية اكثر ما يمكن ان يعمل لاثارة هذا التمرد ، ثم لتغذيته بعد اثارته ثم لتوسعته بعد تغذيته ، وكان العارف بنفسيات ابناء البيوت الرعاديد ، الذين غلبهم الترف وانستهم النعمة الوارفة عنعناتهم العربية العنود ، فكان لا ينفك يتوقع انزلاقهم اليه ، ويتوسل اليهم بمختلف الوسائل وانواع الكيد ، حتى لقد نجح في استذلال شموخهم عن طريق المطامع المادية التي تطامن لسحرها كبيرهم المغرور ، فنزل يهرول امامهم ، الى الهوة التي لا يختارها شريف يعتز بشرفه ، ولا قائد يغار على سمعته.

وهكذا « جعل اصحاب الحسن الذين وجههم مع عبيدالله يتسللون الى معاوية ، الوجوه وأهل البيوتات (2)» وأتباعهم طبعا.

ثم صعد عدد الفارين من الزحف ، عن طريق الخيانة لله ولرسوله ولابن رسوله ، الى ثمانية الاف!! [ كما يحدثنا أحمد بن يعقوب في تاريخه ].

قال :

« انه يعني معاوية أرسل الى عبيدالله بن عباس ، وجعل له الف الف درهم ، نصار اليه في ثمانية الاف من اصحابه ، واقام قيس بن سعد على محاربته (3)».

نعم ، ثمانية الاف من اثني عشر الفا!..

انها الثغرة المخيفة في جدار المعسكر الواقف في جبهة القتال أمام

Page 147