Sulafa du siècle dans les mérites des poètes de chaque Égypte
سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر
ذو المجد كالمجد ما زادت قواضبه ... أرضًا وأبقت عليها غير منتخب
ينال بالسعد إن عدت مفاخر من ... بالسعي نال مرامات ولم يخب
يرى العواقب في مرآة فكره ... عينًا فيدرك مرمى كل مطلب
تقضي كل مهج الأعداء رؤيته ... بصارم من نجيع القوم مختضب
ويمتطى كأهل العليا على مهل ... إذا سعى غيره أوجد في الخبب
عزت مساعيه عن إدراك طالبها ... إن السعادة شيء غير مكتسب
رقى إلى غاية في المجد سامية ... ورتبة فذّة نافت على الرتب
ما زال يسمو لها والله يسعفه ... بما أراد على أمن بلا رهب
حتى أتت نحوه تسعى مطالبه ... فنالها لأعلى خيل ولا نجب
فقام بالأمر شهمًا دارعًا بطلًا ... ممنعًا برقاق البيض واليلب
بنى ربوع المعالي بعد ما انهدمت ... وشادها بكمال الفضل والأدب
ونال باللين ما أعيا تطلبه الملوك ... دهرًا وما نالوا سوى التعب
يلقى العدوّ بوجه مسفر طلق ... فيستحيل ولا يلجبه للغضب
إذا أتاه عثور عف عن كرم ... عنه إذا تاب تحقيقًا ولم يؤب
أكرم به من مليك سيد سند ... بالحلم مشتمل باللطف منتقب
عليه من شيم المختار عارفة ... تغنى علاه عن الأمداح والخطب
فخرًا وعزا بنى الزهراء إن لكم ... بفضله نسبة من أفضل النسب
يا ابن الملوك الأولى أرسوا ممالكهم ... على قواعد أعيت كل منتدب
لما حموها بأطراف الأسنة عن ... من ليس كفؤًا من الأطراف والوشب
واصدروا البيض حمرًا بعدما وردت ... من العدا كل شيخ أسود وصبي
حتى غدت ملة الاسلام وهي بهم ... مكفولة أبدًا منهم بخير أب
لله درك من حام ومن بطل ... وخير نجل لخير العجم والعرب
أوصافك الغر في بأس وفي كرم ... تنوّعت بين طعم الصبر والضرب
عقل وحلم واقدام وهزقنا ... في مجمع حفل أو محفل لجب
الضيف والسيف في سلم ويوم وغى ... ترجى وتخشى لبذل أو لدى غضب
غضنفر جسد في مأزق حسد ... وفي السماحة غيث سح بالذهب
لو شئت قلت وخير القول أصدقه ... البئر بئري وإن الماء ماء أبي
فدم وجد واسم واسلم واستقم وعلى ... كيد العدو أقم وأحكم وطل وطب
وليهنك الفتح والنصر المبين على ... أعدائك الغبر أهل الشر والشغب
لما عصوك وعقبي الصبر كافلة ... نيل النجاح ونيل السؤل والارب
صبرت صبر كريم قادر يقظ ... مدبر أمره بالحزم محتزب
وجئتهم بخميس لواتيت به ... حنود عاد لعادوا منه في تعب
في مقنب من عتاق الخيل ذي رهج ... مدرع بدروع الروع والرعب
وفتية ألفوا حرّ المصاع به ... كأنهم تحت ظل السمر في قبب
من سادة قادة شم غطارفة ... من آلك الغر أهل المجد والحسب
بيض الوجوه جحاجيح لهم أنف ... عن أن يقيموا على ضيم ولا نصب
شم الأنوف من القوم الذين هم ... وما لهم في سوى العلياء من أرب
تفرعت عن صميم المجد دوحتهم ... من معدن الوحي مثوى خير كل نبي
معنى الرسالة مغناهم ومعهدهم ... أعظم بذلك من بيت ومن سبب
فحين شاموا جيوش النصر مقبلة ... شانوا ديارهم بالحتف والخرب
وقوّضوا خيم التسليم وأشجعوا ... غمدًا وما استعصم المسلوب بالسلب
1 / 77